272 - قال : وحدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ، ثنا ، ثنا يوسف بن عدي الكوفي ، عن أبو الأحوص ، عن سماك بن حرب خالد بن عرعرة ، عن - رضي الله عنه - ، قال : علي إبراهيم - عليه السلام - من بناء البيت ، فمر عليه الدهر انهدم ، فبنته العمالقة ، ثم مر عليه الدهر ، فانهدم ، فبنته قريش ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ رجل شاب ، فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر اختصموا فيه ، فقالوا : يحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول من خرج عليهم ، فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط ، ثم يرفعه جميع القبائل كلها ، ثم وضعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكانه . لما فرغ
وفي رواية عبد الله بن السائب أن قريشا اختلفوا في الحجر حيث أرادوا أن يضعوه حتى كاد أن يكون بينهم قتال بالسيوف ، فقالوا : اجعلوا أول رجل يدخل من الباب ، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكانوا يسمونه في الجاهلية الأمين ، فقالوا : قد جاء الأمين ، فقالوا : يا محمد ، قد رضينا بك ، فدعا بثوب ، فبسطه ، ثم وضع الحجر فيه ، ثم قال : ليأخذ رجل من كل بطن منكم بناحية من الثوب فيرفعوه ، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضعه .
وفي رواية سليمان التيمي : لما أخذت قريش في بناء الكعبة ، وانتهي إلى موضع الحجر الأسود ، تنازعت فيه الأرباع من تلك القبائل ، وتحاسدت أيهم يلي رفعه حتى ألم أن يكون بينهم فيه أمر شديد ، فصار من أمرهم أن يحكموا أول رجل يدخل عليهم الباب من نحوهم ، [ ص: 205 ] وتعاقدوا بالله رب البيت ليولونه إياه من كان ، فخرج عليهم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك الباب أمر اختصه الله - عز وجل - ، وهو يومئذ يدعى الأمين ، فقالت القبائل من قريش : هذا الأمين بن عبد المطلب هو بيننا قد رضينا به ، فلما انتهى إليهم ، قال لهم : ما أمركم ؟ قالوا : يا ابن عبد المطلب ، تنازعنا في هذا الحجر ، وتحاسدنا ، فجعلناه إلى أول من يدخل علينا من هذا الباب ، فكنت أول داخل ، فافعل فيه أمرا يصلح قومك ، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبا ، فبسطه ، ثم أخذ الحجر ، فوضعه فيه ، ثم أمر تلك القبائل ، فأخذوا بجانب الثوب ، فرفعوه على اصطلاح منهم وجماعة حتى انتهوا إلى موضع الحجر ، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فوضعه بيده ، وولاه الله - عز وجل - ذلك قبل مبعثه بسبع سنين .