258 - قال : وأخبرنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى الحاسب ، ثنا ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، عن علي بن مسهر الأجلح ، عن الذيال بن حرملة الأسدي ، عن - رضي الله عنه - ، قال : جابر بن عبد الله عتبة بن ربيعة ، قالوا : أنت لها يا ، فأتاه أبا الوليد عتبة ، فقال : يا محمد ، أنت خير أم عبد الله ؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : أنت خير أم عبد المطلب ؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك ، فقد عبدوا الآلهة التي عبت ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم ، فتكلم حتى نسمع قولك ، أما والله ما رأينا سخلة أشأم على قومه منك ؛ فرقت جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعبت ديننا ، وفضحتنا في العرب ، حتى لقد طار فيه أن في قريش ساحرا ، وأن في قريش كاهنا ، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى ، يا أيها الرجل ، إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا ، وإن كان إنما بك الباءة ، فاختر في أي نساء قريش شئت نزوجك عشرا في أي نساء قريش شئت ، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فرغت ، قال : نعم ، قال : فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بسم الله الرحمن الرحيم ( تنزيل من الرحمن الرحيم ) حتى بلغ ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) ، فقال له عتبة : حسبك ، حسبك ، ما عندك غيرها ، قال : لا ، فرجع إلى قريش ، فقالوا : ما وراءك ؟ فقال : ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا قد كلمته ، قالوا : هل أجابك ؟ قال : نعم ، والذي نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قال ، غير أنه ( أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد ) [ ص: 195 ] وثمود ، قالوا : ويلك ، يكلمك رجل بالعربية لا تدري ما قال ، قال : لا ، والله ما علمت شيئا مما قال ، غير ذكر الصاعقة . اجتمعت قريش يوما ، فقال : انظروا أعلمكم بالسحر ، والكهانة ، والشعر ، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعاب ديننا ، فليكلمه ، ولينظر ماذا يرد عليه ، فقالوا : ما نعلم أحدا غير