227 - قال أخبرنا أبو عبد الله : أحمد بن عبد الله السامري ، ثنا ، ثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ح ، قال محمد بن عمر وحدثت عن أبو عبد الله : ، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة عمر بن أبي بكر أبو حفص العدوي ، قالا : ، ثنا موسى بن شيبة من ولد ، عن كعب بن مالك عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك ، عن عن أم سعد بنت سعد بن الربيع ، نفيسة بنت منية أخت يعلى سمعتها تقول : [ ص: 178 ] بمكة اسم إلا الأمين لما تكاملت فيه خصال الخير ، قال له أبو طالب : يا ابن أخي ، أنا رجل لا مال لي ، وقد اشتد الزمان علينا ، وألحت علينا سنون منكرة ، وليست لنا مادة ، ولا تجارة ، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام ، تبعث رجالا من قومك في عيرانها ، فيتجرون لها في مالها ، فيصيبون منافع ، فلو جئتها ، فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك ، وفضلتك على غيرك لما يبلغها من طهارتك ، وإني كنت أكره أن تأتي وخديجة بنت خويلد الشام ، وأخاف عليك من اليهود ، ولكن لا نجد من ذلك بدا ، وكانت امرأة باكرة ذات شرف ، ومال كثير ، وتجارة تبعث بها إلى خديجة الشام ، فتكون عيرها كعامة عير قريش تستأجر الرجل ، وتدفع المال مضاربة ، وكانت قريش قوما تجارا ، ومن لم يكن تاجرا من قريش ، فليس عندهم بشيء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فلعلها أن ترسل إلي في ذلك ، قال أبو طالب : إني أخاف أن تولي غيرك ، فتطلب أمرا مدبرا ، فافترقا ، وبلغ ما كان من محاورة عمه له ، وقبل ذلك ما قد بلغها من صدق حديثه ، وعظم أمانته ، وكرم أخلاقه ، فقالت : ما دريت أنه يريد هذا ، ثم أرسلت إليه ، فقالت : إنه قد دعاني إلى البعثة إليك ما قد بلغني من صدق حديثك ، وعظم أمانتك ، وكرم أخلاقك ، وأنا أعطيك ما أعطي رجلا من قومك ، ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولقي خديجة أبا طالب ، فقال له ذلك ، فقال : إن هذا لرزق ساقه الله إليك ، فخرج مع غلامها ميسرة حتى قدم الشام ، وجعل عمومته يوصون أهل العير حتى قدما الشام ، فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبة من صومعة راهب يقال له مستور : وقال : فاطلع الراهب إلى ميسرة ، وكان يعرفه ، فقال : يا ميسرة ، من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟ فقال ميسرة : رجل من قريش من أهل الحرم ، فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ، ثم قال : أفي عينيه حمرة ، قال ميسرة : نعم ، لا تفارقه ، فقال الراهب : هو هو آخر الأنبياء ، ويا ليت أني أدركه حين يؤمر بالخروج ، فوعى ذلك ميسرة . لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسا وعشرين سنة ، وليس له