فصل في دلالة أخرى في ذكر إسلام أبي قرصافة جندرة بن خيشنة :
166 - أنا عمر بن أحمد الفقيه ، أنا أبو سعيد النقاش ، أنا ، ثنا أبو بكر الشافعي سعيد بن عبد الله بن عجب ، ثنا أيوب بن علي بن الهيصم ، ثنا زياد بن سيار ، عن عزة بنت عياض بن أبي قرصافة ، أنها سمعت جدها أبا قرصافة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : [ ص: 152 ] كان أول بدء إسلامي أني كنت يتيما بين أمي وخالتي ، وكان أكثر ميلي إلى خالتي ، وكنت أرعى شويهات لي ، فكانت خالتي كثيرا ما تقول : يا بني ، لا تمر إلى هذا الرجل ؛ تعني النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيغويك ، ويضلك ، قال : فكنت أخرج حتى آتي المرعى ، فأترك شويهاتي ، ثم آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلا أزال عنده أسمع منه ، ثم أروح بغنمي ضمرا يابسات الضروع ، فقالت لي خالتي : ما لي أرى أغنامك يابسات الضروع ؟ قلت : ما أدري ، ثم غدوت إليه في اليوم الثاني ، ففعل كما فعل في اليوم الأول ، غير أني سمعته يقول : ثم إني رحت بغنمي كما رحت في اليوم الأول ، ثم عدت إليه في اليوم الثالث ، فلم أزل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمع كلامه حتى أسلمت ، وبايعته ، وصافحته بيدي ، يا أيها الناس هاجروا ، وتمسكوا بالإسلام ، فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد ، ثم رجعت بغنمي سمانا ممتلئات شحما ، ولبنا ، فلما دخلت على خالتي بهن ، قالت : يا بني ، هكذا فارع ، قلت : والله يا خالة ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم ، ولكن أخبرك بقصتي ، فأخبرتها بالقصة ، وإتياني النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخبرتها بسمته ، وكلامه ، فقالت : لي أمي وخالتي اذهب بنا إليه ، فذهبت أنا وأمي ، وخالتي ، فأسلموا ، وبايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم شكوت إليه أمر خالتي ، وغنمي ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : جئني بالشاء ، فجئته بهن ، فمسح على ظهورهن ، وصدورهن ، ودعا فيهن بالبركة ، فامتلأت شحما ، ولبنا ، فهذا ما كان من إسلام أبي قرصافة .