156 - أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم ، أنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ، ثنا حمزة بن محمد بن العباس ، نا محمد بن إسماعيل ، يعني السلمي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي ، حدثني ، عن عمرو بن الحارث عبد الله بن سالم الأشعري ، عن الزبيدي محمد بن الوليد بن عامر ، ثنا الوليد بن عبد الرحمن أن قال : ، ثنا جبير بن نفير ، قال : شداد بن أوس بمكة معتما ، فأتاني جبريل - عليه السلام - بدابة بيضاء ، فوق الحمار ، ودون البغل ، فقال : اركب ، فاستصعبت علي ، فرازها بأذنها ، ثم حملني عليها ، فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا ذات نخيل ، فقال : انزل ، فنزلت ، ثم قال : صل ، فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : أتدري أين صليت ، قال : قلت : الله أعلم ، قال : صليت بأثرب صليت بطيبة ، فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا ، فقال : انزل ، فنزلت ، ثم قال : صل ، فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : أتدري أين صليت ، قال : قلت : الله أعلم ، قال : صليت بمدين صليت عند شجرة طوى ، ثم انطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ، ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصور ، فقال : انزل ، فنزلت ، قال : صل ، فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : أتدري أين صليت ، قال : قلت : الله أعلم ، قال : صليت ببيت اللحم حيث ولد عيسى المسيح بن مريم ، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني ، فأتى قبلة المسجد ، فربط فيه دابته ، فدخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس ، والقمر ، وصليت في المسجد حيث شاء الله ، وأخذني من أشد ما أخذني ، فأتيت بإناءين في أحدهما لبن ، وفي الآخر عسل [ ص: 144 ] أرسل إلي بهما جميعا ، فعدلت بينهما ، ثم هداني الله ، فأخذت اللبن ، فشربت حتى قرعت به جبيني ، وبين يدي شيخ متكئ ، فقال : أخذ صاحبك الفطرة إنه لمهدي ، ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة ، فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي ، قلت : يا رسول الله ، كيف وجدتها ، قال : مثل الحمة السخن ، ثم انصرف بي ، فمررنا على عير قريش بمكان كذا ، وكذا قد أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان ، فسلمت عليهم ، فقال بعضهم : هذا صوت محمد ، ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة ، فأتاني ، فقال : يا رسول الله ، أين كنت الليلة ؟ فقد التمستك في مظانك ، فقال : علمت أني أتيت أبو بكر بيت المقدس الليلة ، فقال : يا رسول الله ، إنه مسيرة شهر ، فصفه لي ، قال : ففتح لي صراط كأني أنظر إليه لا يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم عنه . قال رضي الله عنه : أشهد أنك رسول الله ، فقال المشركون : انظروا إلى أبو بكر ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة ، فقال : إن آية ما أقول لكم : أني مررت بعير لكم بمكان كذا ، وكذا قد أضلوا بعيرا لهم ، فجمعه فلان ينزلون بكذا ، ثم كذا ، ويأتوكم يوم كذا ، وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود ، وغرارتان سوداوان ، فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون حتى كان قريبا من نصف النهار حين أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم . قلنا : يا رسول الله ، كيف أسري بك ليلة أسري بك ؟ قال : صليت لأصحابي صلاة العتمة
قال الإمام رحمه الله : هذا حديث شامي الطريق واضح الإسناد .