289 - أنا القاضي أبو عمر : القاسم بن جعفر الهاشمي ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي ، نا نا أبو داود ، يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي ، نا قال : حدثني أبو المغيرة ، عبد الله بن سالم ، حدثني العلاء بن عتبة ، عن عمير بن هانئ العنسي ، قال : سمعت يقول : عبد الله بن عمر ، كنا قعودا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فذكر الفتن ، فأكثر في ذكرها ، حتى ذكر فتنة الأحلاس ، فقال قائل : يا رسول الله : وما فتنة الأحلاس ؟ قال : " هي هرب وحرب ، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني ، وليس مني ، وإنما أوليائي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ، ثم فتنة الدهيماء ، لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل انقبضت تمادت ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ، ويمسي كافرا ، حتى يصير الناس إلى فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ، فإذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده " .
قوله - صلى الله عليه وسلم - : والأحلاس : جمع حلس ، وإنما [ ص: 296 ] شبهها بالحلس لظلمتها والتباسها ، أو لأنها تركد وتدوم فلا تقلع ، يقال : فلان حلس بيته إذا كان يلازم قعر بيته لا يبرح ، ويقال : هم أحلاس الخيل : إذا كانوا يلزمون ظهورها . " فتنة الأحلاس "
والدخن : الدخان ، يريد أنه سبب إثارتها وهيجها .
وقوله : يريد - والله أعلم - أنهم يجتمعون على رجل غير خليق للملك ، ولا مستقل به ، لأن الورك لا يستقل على الضلع ولا يلائمها ، وإنما يقال في باب المشاكلة هو كرأس على جسد أو كف في ذراع ونحوهما من الكلام . " كورك على ضلع "
والدهيماء : تصغير الدهماء ، ولعله صغرها على طريق المذمة ، والله أعلم .
وحديث آخر .