128 - باب في ذكر زيارة المؤمنين لربهم تبارك وتعالى ، وكلامه لهم
585 - ثنا ثنا هشام بن عمار ، عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين ، [ ص: 259 ] عن عن الأوزاعي ، حسان بن عطية ، أنه لقي سعيد بن المسيب ، فقال أبا هريرة ، أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة . فقال سعيد : أو فيها سوق ؟ قال : نعم . أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوها بفضل أعمالهم ، فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون الله في روضة من رياض الجنة ، فتوضع لهم منابر من نور ، ومنابر من لؤلؤ ، ومنابر من زبرجد ، ومنابر من ياقوت ، ومنابر من ذهب ، ومنابر من فضة ، ويجلس أدناهم ، وما فيهم دني ، على كثبان المسك والكافور ، وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا " . قال أبو هريرة : فقلت : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : " نعم ، هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر ؟ " قلنا : لا . قال : " فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم تبارك وتعالى ، ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة ، حتى يقول : يا فلان بن فلان بن فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا ، فيذكره بعض غدراته في الدنيا ، فيقول : بلى . فيقول : يا رب أفلم تغفر لي ؟ فيقول : بلى ، فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه " . قال : " فبينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم ، فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط ، ثم يقول ربنا تبارك وتعالى : قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة ، فخذوا ما اشتهيتم " . قال : " فيأتون سوقا قد حفت بها الملائكة ، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ، ولم تسمع الآذان ، ولم تخطر على القلوب " . قال : " فيحمل لنا ما اشتهيناه ، ليس يباع فيه شيء ولا يشترى ، في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا " . قال : " فيقبل ذو البزة المرتفعة ، فيلقى من هو دونه ، وما فيهم دني ، فيروعه ما يرى عليه من اللباس والهيئة ، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه ، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها " . قال : " ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا فيقلن : مرحبا وأهلا بحبنا ، لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه ، فيقول : إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار تبارك [ ص: 260 ] وتعالى ، ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا أبو هريرة ، عن " .