ذكر إباحة موادعة عبدة الأوثان
6283 - حدثنا عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، قال: وأخبرني الزهري، عبد الرحمن المدلجي - هو ابن مالك، وهو ابن أخي سراقة بن جعشم - ، أن أباه، أخبره، أنه سمع سراقة، يقول: - قال معمر: قلت جاءتنا رسل كفار قريش، يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما، [ ص: 343 ] لمن قتلهما أو أسرهما، قال: فبينما أنا جالس في (مجالس) قومي من بني مدلج، أقبل رجل منهم، حتى قام علينا، فقال: يا سراقة [إني رأيت] آنفا أسودة بالساحل، أراهما محمد وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانا، وفلانا انطلقوا (بغاة مال) : ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة، حتى قمت فدخلت بيتي، فأمرت جاريتي أن تخرج لي فرسي من وراء أكمة تحبسها علي، وأخذت رمحي، فخرجت به من ظهر البيت، فخططت بزجي الأرض، وخفضت عالية الرمح حتى أتيت فرسي، فركبتها، فرفعتها تقرب بي، حتى رأيت أسودتهم، فلما دنوت منهم حيث يسمعون الصوت، عثرت فرسي فخررت عنها، فقمت فأهويت بيدي على كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام، فاستقسمت بها أضرهم أم لا، فخرج الذي أكره ألا أضرهم، فركبت فرسي، وعصيت الأزلام، فرفعتها تقرب بي منهم أيضا، حتى إذا دنوت سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات، ساخت يدا فرسي حتى بلغت (الركابين) ، فخررت عنها، فزجرتها، فما كادت تخرج يداها، فلما استوت قائمة، إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء من [ ص: 344 ] الدخان. لأبي [عمرو] بن العلاء، ما العثان؟ فسكت ساعة ثم قال: هو الدخان من غير نار .
قال في حديثه: - الزهري عامر بن فهيرة فكتبه لي في رقعة من أدم، ثم مضى" فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره ألا أضرهما، فناديتهما بالأمان، فوقفا، وركبت فرسي حتى جئتهم، وقد وقع في نفسي حين لقيت منهم ما لقيت من (الحبس) عنهم، أنه سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك دية، وأخبرتهم من أخبار سفرهم، وما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزؤوني شيئا، ولم يسألوني إلا أن [قال] : أخف عنا، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به، فأمر .
قال ونزلت سورة براءة في غير أهل الكتاب، أبو بكر: خزاعة، ومدلج، ومن كان له عهد، وغيرهم من أهل الكتاب .
6284 - وقد روى عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير إلى أن يعطونه [ ص: 345 ] عهدا يعاهدونه عليه، فأبوا فقاتلهم. دعا محمد بن يحيى عن . عبد الرزاق