جماع أبواب الحكم في رقاب أهل العنوة من الأسارى أو الفداء أو القتل
ذكر إثبات الخيار للإمام بين قتل البالغين من رجال العدو، وبين المن، أو الفداء بهم
قال الله - جل ذكره - : ( حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ) .
6204 - حدثنا حدثني محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا زهير بن حرب، حدثنا عمر بن يونس، عكرمة، قال: حدثني أبو زميل، قال: حدثني حدثني عبد الله بن عباس، قال: عمر بن الخطاب، إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) ، فأمده الله بالملائكة . [ ص: 220 ] لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة ومد يديه، فجعل يهتف بربه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض"، فما زال يهتف بربه مادا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداءه عن منكبه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، فقال: يا نبي الله كذاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله تبارك وتعالى: (
قال أبو زميل: فحدثني قال: ابن عباس بينما رجل من المسلمين يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم، إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضرب السوط، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: "صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة، فقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين .
قال أبو زميل: قال : ابن عباس يا رسول الله! هم بنو العم، والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية، فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ترى يا ابن الخطاب؟" ، قلت: لا والله يا رسول الله! ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنا منهم، فنضرب أعناقهم، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكنني من فلان - نسيبا لعمر - فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدهم، فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد، جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدان يبكيان، فقلت: يا رسول الله، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة"، شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل [ ص: 221 ] الله: ( أبو بكر: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) ، إلى قوله: ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) ، فأحل الله لهم الغنيمة " . فلما أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر، وعلي، وعمر، ما ترون في هؤلاء الأسارى؟" ، فقال
6205 - حدثنا حدثنا محمد بن إسماعيل، علي بن عبد الله، والحسن بن علي، قالا: حدثنا عن أبو داود الحفري، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن سفيان الثوري، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عبيدة، عن علي، قال: جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال: خير أصحابك في الأسارى، إن شاؤوا القتل، وإن شاؤوا الفداء، على أن يقتل العام المقبل عدتهم منهم، قالوا: الفداء ويقتل منا عدتهم جاء .