الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أيها السائل الكريم أن تظل كما كنت مع زوجتك فتحسن إليها وتعاشرها، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وأمر بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله: استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. متفق عليه.
فدم على ما أنت عليه مع زوجتك ولا تؤاخذها بجريرة غيرها، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {فاطر:18}، وقال تعالى: كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور:21}، وأما زوج أختك فينبغي أن تعظه وتذكره بوجوب الإحسان إلى الزوجة ومعاشرتها بالمعروف، وأن ذلك أيضاً مما يزيد في الألفة والمحبة بين الزوجين ونحو ذلك، كما ينبغي له أن يأمر أهله بالكف عن المعاملة السيئة لزوجته، ولك أن تسلط عليه من أهل الخير والصلاح ومن لهم وجاهة عنده ليتولى عنك تلك المهمة إذا كنت ترى أنه لا يستجيب لك، فإن لم يجد ذلك شيئاً واستمر زوج أختك على ما هو عليه ولحقها الضرر بذلك فلها طلب الطلاق أو الخلع منه أو رفع أمرها للقاضي ليلزمه بذلك أو يكف بأسه عنها، والأولى حل تلك الخلافات فيما بين الأهالي دون المرافعات والمحاكم ما لم تلجئ إلى ذلك الضرورة، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 33363.
والله أعلم.