الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحياة الزوجية مبناها على التراحم والتسامح والمودة والاحترام المتبادل.. وقد جعل الله- عز وجل- القوامة فيها للرجل وأوجب على المرأة طاعته بالمعروف، ولكن لا ينبغي للمسلم- رجلا كان أو امرأة- التعسف في أخذ حقه، بل ينبغي له أن يكون متسامحا هينا لينا مع أهله؛ فخير الناس خيرهم لأهله كما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خير الناس لأهله..
ولذلك فلا يحق للزوجة أن ترهق كاهل زوجها بالطلبات المرهقة أو تشترط الشروط المتعسفة، والواجب عليهما أن يتسامحا ويتعاونا على البر والتقوى، ويقوم كل واحد منهما بواجبه فلكليهما حقوق على صاحبه كما قال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {البقرة: 228} وقال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء: 34}... الآية.
ولا يجوز للمسلمة أن تطلب الطلاق من زوجها من غير بأس أو ضرر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة رواه أحمد وغيره وصححه الأناؤوط .
والذي ننصح به السائل الكريم بعد تقوى الله تعالى ولزوم طاعته هو التسامح وعدم التعسف في أخذ حقوقه، وأن يستعين بأهل العلم والخير من أهله وجيرانه حتى يتمكن من إعادة الأمور إلى نصابها.
كما نرجو أن يطلع على الفتاوى التالية أرقامها: 11213، 60452، 80076، 15167، 80794. للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.