الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الوسواس –كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية- يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه ... فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه، ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس، فقال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب. اهـ
وإذا استسلم الشخص للوساوس ولم يقطعها فقد تجره إلى ما لا تحمد عقباه والعياذ بالله، ومن أفضل السبل إلى قطعها والتخلص منها: الاقتناع بأن التمسك بها اتباع للشيطان.
وكنا قد بينا من قبل ماهية الوسواس القهري وعلاجه، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 3086.
وفيما يتعلق بموضوع الكلاب، فالذي ننصحك به هو أن تقلد من يقول بطهارتها، وليس ذلك لأننا نرجح طهارة الكلاب، فالذي عليه جمهور أهل العلم، وهو الراجح عندنا هو أن الكلاب نجسة.
ولكنا ننصحك بذلك لسببين اثنين هما:
1. أن الذين يقولون بطهارة بدن الكلب وسؤره هم المالكية، ومذهبهم هو المذهب المتبع في بلدك.
2. أن من واجبك الإعراض عن هذه الوساوس لأن مجاراتها تزيدها استحكاما، والأخذ بالمذهب المذكور يعتبر إعراضا عنها وعلاجا لها.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك الثاني، فإن الحديث الذي أوردت جزءا منه لم نقف عليه باللفظ الذي أوردته، والذي وقفنا عليه هو ما رواه أبو موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر. رواه ابن حبان وغيره. وهو صحيح لغيره.
ومعنى المصدق بالسحر واضح، يعني أنه لا يجوز تصديق السحرة بما يقولونه، لأنهم في الغالب يكذبون فيما يخبرون به ويأتون بالخرافات التي تتعارض مع العقيدة. ويشهد لهذا ما ورد في سنن البيهقي ومسند أبي يعلى عن عبد الله بن مسعود قال: من أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. فالواجب تكذيب السحرة والكهان وعدم تصديقهم، لأن من تعلق بقولهم وكله الله إليهم وحرمه توفيقه؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من تعلق شيئا وكل إليه. رواه أحمد والترمذي.
وما طلبته من تزويدك ببعض المعلومات والمسائل عن عالم الجن، فنحيلك فيه إلى كتاب: عالم الجن والشياطين للدكتور عمر سليمان الأشقر.
وأما ما طلبته من الرقى الشرعية فنحيلك فيه على فتوانا رقم: 4310.وفتوانا رقم: 5252.