الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ننصحك بالالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه في أوقات الاجابة، وسؤاله بأسمائه الحسنى ليكشف مابك فهو مجيب دعوة المضطرين، وكاشف كرب المكروبين ومغيث الملهوفين، قال الله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}. وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. وفي الحديث الذي رواه مسلم في الصحيح: يستجاب لأحدكم مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم، مالم يستعجل. واعلم أن الانتحار محرم في كل الأحوال، ولايبرره خوف الوقوع في الفتن، ولا إرهاق الوالدين بالتربية، بل الواجب دفع الوساوس بالتلهي عنها وصرف القلب عنها بشغله فيما يفيد، ومن أهم ما يساعد في ذلك ملء الوقت ببرنامج مفيد ممتع يشد القلب، والترويح في بعض الأحيان بقراءة كتب الفضائل وكتب السير، أو بعض الألعاب المفيدة، وعدم الانفراد عن الناس، بل يصاحب الإنسان صحبة فاضلة تعينه على دينه، وتشجعه للمواصلة في دراسته وتنشطه عند الكسل. وأما إرهاق الوالدين فليس مبررا للانتحار لأن رزق العبد على الله، وقد تعهد به وكتبه له وهو في رحم أمه. وراجع الفتاوى التالية أرقامها للمزيد من التحذير والترهيب من الانتحار ولعلاج الوساوس والأدعية المفيدة في علاج ما بك: 3086، 45147 ، 51610، 27048 ، 5249 ، 45101 ،54026 ، 55390.