الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الغيرة التي تشعر بها غير محمودة، وهي وإن لم تكن موجبة للإثم بمجردها ما لم يصحبها حسد محرم، فهي ذريعة قوية لحصول ذلك الحسد في القلب. ومن ثم فعليك أن تتخلص منها.
وأما فرحك بما يصيب المنعمين من المصائب، فهو شيء مذموم كذلك، فالمؤمن يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.
فهذا الذي ذكرته مما ينبغي عليك أن تسعى في التخلص منه جاهدا.
ويعينك على التخلص منه أن تعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر لمن هو دونك في الدنيا، فذلك أجدر ألا تزدري نعمة الله عليك.
ويعينك على ذلك أيضا كثرة التفكر في نعم الله عليك، وما أكثرها، فتجتهد في شكرها وتأدية حقها، بدلا من النظر إلى ما في أيدي الناس.
ويعينك على ذلك أيضا الدعاء الكثير بأن يعينك الله -تعالى- على شكر نعمته، وأن تعلم أن ما يصيبك من بلاء إنما هو بسبب ذنبك، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، فتكثر من الاستغفار، وتتوب إلى الله -تعالى- رجاء أن يتم نعمته عليك، ويرفع عنك ما تستشعره من بلاء.
والحال التي تكون فيها هذه الغيرة إثما، مبينة في الفتوى: 306046، وانظر للفائدة، الفتوى: 167181.
وحول سبل التخلص من الحسد، انظر الفتوى: 266128.
والله أعلم.