السؤال
لي صديقة معقود عليها، وكنت أدعو لها بإتمام زواجها، لكن يبقي عندي شيء من غيرة أو حقد، لكن كنت أكتم وأزيد في الدعاء، لكن وقع منها موقف، فاستهزأت بها للأسف، فهل عليّ ذنب؟ وهل معنى ذلك أني حسدتها؟ خصوصًا أن معها مشاكل، وعلمت أنها ستطلق، فدعوت لها، لكن قلت: "ماذا لو تقدم زوجها لأختي؟" لكني ندمت، ولا زلت أدعو لها، فهل أنا بهذه المواقف حسدتها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحسد -كما عرفه أهل العلم- تمني زوال النعمة عن المحسود؛ جاء في الذخيرة للقرافي: الحسد تمني القلب زوال النعمة عن المحسود واتصالها بك، وهو أخف الحسدين، وشرهما تمني زوالها وإن لم تصل إليك. اهـ.
وعليه؛ فما لم تتمني لصديقتك أن تزول عنها النعمة بفسخ خطوبتها ونحو ذلك فإنك لم تحسديها؛ لأن مجرد الغيرة منها لا يضر ما لم يصحبه حسد أو بغض أو نحوه، وانظري الفتوى رقم: 125821.
كما أن مجرد استهزائك بها لا يعد حسدًا بذاته، لكنه أمر محرم شرعًا، ولا يجوز الإقدام عليه، سواء بدافع الحسد أو بدافع آخر، لعموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات:11}، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. رواه مسلم.
والله أعلم.