الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأضحية سنة مؤكدة، وليست واجبة، عند جمهور الفقهاء، لكنها تجب في بعض الحالات، مثل أن ينذرها المضحي، أو يُعيِّنها بقوله مثلا: هذه أضحيتي، أو نحو ذلك.
وعليه، فتحديد الحيوان للتضحية حسب تعبيرك. إن كان المقصود به تعيينه للأضحية. فقد وجبت عليكم التضحية به، وليس لكم التصرف فيه بغير ذلك، من بيع، أو اقتناء.
فإن فات وقت ذبح الأضاحي لسبب ما، فالحكم أن تذبحوه الآن، ولا يلزمكم التمسك به إلى العيد القادم.
أما إن كان المقصود بالتحديد هو أنكم نويتم الأضحية به دون تلفظ بذلك، فمجرد النية لا يوجب عليكم الأضحية.
وعليه، فلكم في مثل حالتكم هذه، أن تتصرفوا في هذا الحيوان كما تتصرفون في سائر أموالكم من بيع، أو تصدق، أو اقتناء، أو غير ذلك.
جاء في المغني لابن قدامة: إذَا فَاتَ وَقْتُ الذَّبْحِ، ذَبَحَ الْوَاجِبَ قَضَاءً، وَصَنَعَ بِهِ مَا يُصْنَعُ بِالْمَذْبُوحِ فِي وَقْتِهِ. انتهى.
وجاء في فتاوى الإمام النووي المسماة بالمسائل المنثورة: إِذا لم يذبحها حتى فاتت أيامُ التشريق، يذبحها متى تمكن، ولا يؤخرها إِلى وقت الأضحية من السنة الثانية. اهـ.
أما إذا كان تحديد الأضحية بمجرد النية، ولم يحصل تلفظ بذلك، فلا تصير أضحية بمجرد النية عند الحنابلة والشافعية والمالكية.
وبالتالي، فيجوز لك التصرف فيها من بيع ونحوه، وهذا الذي رجحه بعض أهل العلم.
ولمزيد الفائدة، راجع الفتويين: 133176، 100436
والله أعلم.