الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فباب الإخبار عن الله تعالى وإن كان أوسع من باب التسمية والوصف، إلا إنه لا يصح الأخبار عنه -سبحانه وتعالى- إلا بما يصح ويليق نسبته إليه -عز وجل- وإن لم يرد بلفظه في النصوص الشرعية، بخلاف باب التسمية والوصف، فهما توقيفيان، لا يتعدى فيهما النصوص الشرعية.
وراجع في ذلك الفتويين: 161651، 128900 وما أحيل عليه فيها.
وعلى ذلك، فالسؤال هنا: هل يصح ويليق نسبة الانتظار إلى الله تعالى؟
والجواب: أن منع ذلك هو الأقرب! لما في لفظ الانتظار من الإيهام، ولأن بعض محامله لها لوازم لا يصح نسبتها لله، وما كان كذلك تُرِك. وإذا قاله قائل وأراد معنى صحيحا، وافقناه على المعنى، ولم نوافقه على ذلك اللفظ الموهم.
وقريب من ذلك قول القائل: الله يشتاق إلى توبتك .. .
قال ابن القيم في طريق الهجرتين: هل يجوز إطلاقه على الله؟ فهذا مما لم يرد به القرآن ولا السُّنَّة بصريح لفظه ...
والصواب أن يقال: إطلاقه اللفظ متوقف على السمع، ولم يرد به، فلا ينبغي إطلاقه. وهذا كلفظ العشق أيضاً، فإنه لما لم يرد به سمع، فإنه يمتنع إطلاقه عليه سبحانه. واللفظ الذي أطلقه -سبحانه- على نفسه وأخبر به عنها، أتم من هذا وأجل شأْناً، هو لفظ المحبة ... اهـ.
وهكذا في تصحيح العبارة المسؤول عنها، يقال: الله يحب منك أن تدعوه، أو يحب منك أن تتوب، أو الله يفرح بتوبتك.
والله أعلم.