الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وينفس كربك، وأن يصلح الحال بينك وبين زوجك. ونوصيك بكثرة الدعاء، والتضرع إليه تعالى. فقلوب العباد بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء، وهو القائل سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
ولا ريب في أهمية الحب والمودة بين الزوجين في الحياة الزوجية، ولكن إن لم يوجد فلن تكون الحياة مستحيلة بدونه، فهنالك كثير من الجوانب الطيبة في الزوج يمكن أن يكون عليها قوام الحياة الزوجية.
ومما جاء في بعض الآثار أن امرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن، ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده المتقي الهندي في كتابه كنز العمال.
هذا بالإضافة إلى أن الحب قد يوجد بعد أن لم يكن موجودا.
وقد ذكرت عن هذا الرجل بعض الصفات الطيبة، التي قد تفتقدينها في رجل آخر فيه بعض الصفات الأخرى التي تحبينها، ولذلك فإن أمكنك الصبر عليه وأداء حقوقه إليه، ومنها حقه في الفراش فذاك، وإلا فلك الحق في مخالعته؛ كما فعلت امرأة ثابت بن قيس، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 64903.
وما كان لك الحق في منع زوجك حقه في الفراش لمجرد عدم حبك له، فهذه معصية وإثم مبين، تجب التوبة من ذلك، وانظري الفتوى: 300301، والفتوى: 5450.
وننبه إلى أن مثل هذا النفور قد يكون سببه عينا أو سحرا مثلا، فإن غلب على الظن ذلك، فينبغي الحرص على الرقية الشرعية. وراجعي الفتوى: 7970، والفتوى: 4310.
والله أعلم.