الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ بما ذكرت عن زوجتك من بعض الصفات الطيبة المتوفرة فيها، ومن ذلك أنها على شيء من الدين والخلق الحسن، وأنها تحافظ على الصلوات. فهذا مما قد يشير إلى أن من الممكن إصلاحها، نعم، هنالك من العادات التي ذكرتها عنها ما هو من قبيل المعاصي، بل ومنها ما هو من كبائر الذنوب كالكذب مثلا، ولكن لا تيأس من أمر صلاحها، وعودتها إلى صوابها. ونرجو مطالعة الفتاوى أرقام: 161969، 196943، 205120.
فنوصيك أولا بالدعاء لها بالخير والصلاح، فقلوب العباد بيد الله تعالى يقلبها كيف يشاء، وهو سبحانه قد أمر عباده بالدعاء، ووعدهم بالإجابة فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 119608، وهي عن آداب وشروط، وأسباب إجابة الدعاء.
واحرص أيضا على التحلي بالصبر، فعاقبة الصبر خير -إن شاء الله- ويمكنك الاطلاع على الفتويين التاليتين: 35679 // 243361.
ونوصيك بالتحلي بالحكمة، والأسلوب الطيب، وابذل لها النصح بالحكمة والموعظة الحسنة، واستعن بمن ترى أنه قد يكون له تأثير عليها من أهلها وغيرهم.
فإن صلحت بعد هذا كله، فالحمد لله، وإن استمرت على حالها، فقد يكون طلاقها أولى، فقد ندب الشرع إلى تطليق المرأة سيئة الخلق، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 35735 ويترجح أمر الطلاق هنا بكونها لم تنجب منها حتى الآن، فهذا أهون من أن يكون الطلاق بعد الإنجاب، فقد يكون العيال من أول ضحاياه.
وننبه في الختام إلى بعض الأمور، ومنها:
الأول: إذا كان أهلها وصديقاتها يفسدونها عليك، فلك أن تمنعها من زيارتهم، وتمنعهم من زيارتها، وراجع الفتوى رقم: 110919.
الثاني: لمعرفة ضابط ما يجب بيانه من العيوب قبل الزواج، راجع الفتوى رقم: 145019. والإخبار أفضل وأقطع للنزاع على كل حال.
الثالث: يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا، لمزيد من التوجيهات الحسنة، وتجدها على هذا الرابط:
http://consult.islamweb.net/consult/index.php
والله أعلم.