الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا بالفتوى رقم: 293053، وتوابعها ضوابط العذر بالجهل.
وإن أدى الجهل إلى الخطأ فالمخطئ معذور، وقد يكون الخطأ غير مترتب على الجهل، بل يكون لسبب آخر كالنسيان، والغفلة، وغير ذلك، ولا مؤاخذة على المخطئ؛ قال تعالى: ...وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، وراجع الفتوى رقم: 306274.
ويظهر من سؤالك المذكور، وغيره أنك مصاب بنوع وسوسة؛ فاصرف نفسك عن ذلك، ومن رحمة الله أنه لا يؤاخذ بالوسوسة، وقد بينا ذلك بالفتوى رقم: 170095، وتوابعها.
وطالما لم تتكلم بذلك، فلا مؤاخذة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم. رواه البخاري ومسلم.
وكذا لو تلفظت بكلمة كفر لا تقصدها، فإنك لا تكفر بشيء من ذلك، فلتعرض عن هذه الوساوس، ولا تتكلف في النطق بالشهادتين، ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.