الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك بالتوبة والإنابة إلى الله، ونرجو لك الثبات والقبول، ثم إن حبك للخيرات وتأثرك بقراءة القرآن وبكاؤك خشيةً لله، وكرهك للمنكرات، كلها أدلة على صدق توبتك وقبولها، وأنك على الطريق الصحيح إن شاء الله تعالى، لكننا نوصيك بعدم التشدد مع نفسك أو غيرك، فإذا أردت أن تنصح من يفعل شيئا محرما فانصحه بلطف ولين دون رفع صوت أو دعاء عليه، فذلك هو المنهج الرباني الصحيح في الدعوة إلى الله، قال الله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ {النحل:125}، وأمر الله موسى وهارون بالرفق مع فرعون وملاطفته في الكلام، رغم أنه طاغية جبار يدعي الألوهية، قال تعالى: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {طه:44}.
وإذا أردت أن تعرف المقصود بالتشدد المذموم، والفرق بينه وبين الورع والخوف من الله فراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 139733 - 132474 - 69967 - 47304 .
والله أعلم.