الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العبد باستقامته على طاعة الله يجد حلاوة الإيمان ، ولذة العبادة ، وحيث لم يجد ذلك فليعلم أن في عمله خللا قال ابن القيم :وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا، فاتهمه، فإن الرب تعالى شكور. يعني أنه لا بد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوة انشراح وقرة عين. فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول أهـ.
فعلى العبد إذا تغير عليه قلبه أن يكثر من الاستغفار ، ويفتش عن مواطن الخلل في قلبه وعمله ، فقد يكون في قلبه رياء أو عجب أو حسد أو تعلق بغير الله.
قال ابن تيمية : والاستغفار من أكبر الحسنات وبابه واسع. فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب قلب: فعليه بالتوحيد والاستغفار ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص أهـ.
قال ابن القيم :وقد يهجم على قلب السالك قبض لا يدري ما سببه. وبسط لا يدري ما سببه. وحكم صاحب هذا القبض: أمران. الأول: التوبة والاستغفار. لأن ذلك القبض نتيجة جناية. أو جفوة. ولا يشعر بها. والثاني: الاستسلام حتى يمضي عنه ذلك الوقت، ولا يتكلف دفعه. ولا يستقبل وقته مغالبة وقهرا. ولا يطلب طلوع الفجر في وسط الليل، وليرقد حتى يمضي عامة الليل. ويحين طلوع الفجر. وانقشاع ظلمة الليل. بل يصبر حتى يهجم عليه الملك. فالله يقبض ويبسط.
ثم اعلمي أن الفتور في القلب والعمل حال تعرض للعباد جميعا ، قال ابن القيم : والفترات أمر لازم للعبد، فكل عامل له شرة، ولكل شرة فترة، فأعلاها فترة الوحي؛ وهي للأنبياء، وفترة الحال الخاص للعارفين، وفترة الهمة للمريدين، وفترة العمل للعابدين، وفي هذه الفترات أنواع من الحكمة والرحمة، والتعرفات الإلهية، وتعريف قدر النعمة، وتجديد الشوق إليها، ومحض التواجد إليها وغير ذلك أهـ.
ولمعرفة شروط الحجاب الشرعي راجعي الفتوى:6745، ويجوز للمرأة كشف عينيها ، وانظري الفتوى: 21261،
فعليك بالتجافي عن الوساوس وعدم الالتفات إليها ، وراجعي الفتويين: 3086 16790.
والله أعلم.