الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم تكن مثل هذه المجالس موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والتقرب إلى الله تعالى بها من المحدثات في الدين، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن نحو ذلك فأجاب إجابة طويلة شافية، جاء فيها: أصل هذه المسألة أن يفرق بين السماع الذي ينتفع به في الدين وبين ما يرخص فيه رفعا للحرج، بين سماع المتقربين، وبين سماع المتلعبين، فأما السماع الذي شرعه الله تعالى لعباده، وكان سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم يجتمعون عليه لصلاح قلوبهم وزكاة نفوسهم فهو سماع آيات الله تعالى، وهو سماع النبيين والمؤمنين وعلى هذا السماع كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمعون، وكانوا إذا اجتمعوا أمروا واحدا منهم أن يقرأ والباقون يستمعون. وبالجملة، فهذا السماع هو أصل الإيمان، فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الخلق أجمعين ليبلغهم رسالات ربهم، فمن سمع ما بلغه الرسول فآمن به واتبعه اهتدى وأفلح، ومن أعرض عن ذلك ضل وشقي. وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبادهم وزهادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف، أو ضرب بالقضيب أو الدف. اهـ.
وراجعي لتفصيل هذه المسألة الفتاوى التالية أرقامها: 43924، 64723، 120609، 59797.
وراجعي في خصوص الطريقة الشاذلية الفتوى رقم: 21245.
ولذلك ننصح السائلة بعدم حضور مثل هذه المجالس وأن تستبدل بها مجالس العلم الشرعي، من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على أيدي علماء ودعاة أهل السنة، وراجعي في ذلك الفتويين رقم:: 43954، ورقم: 66177.
والله أعلم.