الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا هذا، وانتفاعك بما فيه، وحرصك على نشر الخير من خلاله فجزاك الله خيرا، ونسأله سبحانه أن يوفقنا وإياك إلى طاعته وخدمة دينه.
واعلمي أن إرضاء الخلق غاية لا يمكن إدراكها؛ لاختلاف طبائع الناس وأمزجتهم، وحسب المرء أن يسعى في مرضاة الله تعالى، ولا يلتفت إلى مدح من يمدح أو ذم من يذم، وعليه أن يتأكد من صدق المنهج الذي ينتهجه وسلامة الأسلوب الذي يسير عليه في التعامل مع الخلق. وهنالك أسس ينبغي مراعاتها في الدعوة إلى الله، وقد بينا جملة منها بالفتوى رقم: 38335، فراجعيها.
ولا يجوز أن يطلق على التمسك بالشرع أنه تشدد، فإن في هذا خلطا للمفاهيم، وقد بينا المقصود بالتشدد المذموم بالفتوى رقم: 58124، وأما التساهل المذموم فيكون بمخالفة أوامر الشرع ولبس المرأة البنطال تحت ثوب ساتر والخروج به أمر لا حرج فيه ولا يعتبر ذلك منها تفريطا وتساهلا. وراجعي الفتوى رقم: 3884، ولا شك أن الداعية يحتاج إلى الكثير من الصبر على المدعوين، روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله.
والله أعلم.