الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله تعالى الذي وفقك للتوبة، ونسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والثبات على طريق الخير، وعليك بالإعراض عن الوساوس الشيطانية، واشغل نفسك عنها بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، والاشتغال بما ينفعك في أمر دينك ودنياك؛ لئلا تفسح المجال للشيطان، والهج بالدعاء والذكر ليكشف الله عنك البلاء، كما يمكنك طلب الرقية الشرعية من بعض الصالحين، ويمكنك أن تراجع بعض الأطباء المختصين، فلعل ما أصابك ناتج عن مرض عضوي.
واعلم أن مجرد الوسوسة ليس مخرجا من الملة ما لم يصدر من صاحبها أفعال أو أفكار كفرية قبيحة، وما صدر منك من ذلك بغير قصد فإنك لا تكفر به، فإن المصاب بالاكتئاب النفسي أو الوسواس القهري أو غير ذلك من الأمراض النفسية إذا وصل به المرض إلى حد يغيب معه عقله، فإنه يكون وقت غياب عقله ممن رفع عنه القلم، أما إن كانت هذه الأفعال قد صدرت حال الاختيار فذلك كفر والعياذ بالله تعالى، ولكن التوبة مقبولة، والله يتوب على من تاب.
ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 3086، 3171، 55678، 102447، 111084، 116946، 117004.
أما بالنسبة لرغبتك في الزواج فإن الوسواس القهري ليس من العيوب التي يجب الإخبار بها، إلا إذا اشترطت السلامة ولو ضمنياً، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 52700، 102760.
والله أعلم.