الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا النوع من الوسواس من مصايد الشيطان التي يصطاد بها الإنسان، فيجب على من ابتلي به الاشتغال بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن والاشتغال بما ينفعه في أمر دينه ودنياه، ولا يفسح المجال للشيطان بالاستمرار في مثل هذه الوساوس الخطيرة وأن يصدق في الالتجاء إلى الله تعالى، ويلهج بالدعاء والذكر ليكشف عنه الضر ويدفع عنه البلاء، وأن يطلب أن يقرأ عليه بعض الصالحين ويرقيه الرقية الشرعية، ويمكنك أن تراجع بعض الأطباء المختصين فلعل ما يصيبك ناتج عن مرض عضوي.
وأما الأفعال والأفكار الكفرية القبيحة فما تلفظت به أو صدر منك من ذلك بغير قصد ولا تعمد منك فإنك لست مؤاخذا به لقول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وابن حبان وغيرهما.
أما إن كانت هذه الأفعال قد صدرت منك باختيارك وهو أمر لا يدل عليه السياق في السؤال فذلك كفر والعياذ بالله تعالى، ولكن التوبة مقبولة والله يتوب على من تاب فبادر بالتوبة إلى الله تعالى.
ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 3086، 3171، 55678، 102447، 111084.
والذي يظهر من السؤال هو أنك مؤمن ولست بكافر، ولو افترضنا كفرك فإنك إذا تبت منه تاب الله عليك، وبناء عليه، فإنه يباح لك أن تتزوج من مسلمة، ونسأل الله أن يشفيك ويصلح أحوالك.
والله أعلم.