الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القول بأن الله في السماء هو الذي دلت عليه نصوص الوحي مثل قوله تعالى: أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء.{ سورة الملك 16}.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ارحموا من في الأرض يرحمكم من السماء. رواه الترمذي وصححه.
فما ثبت بنص الوحي يجب الإيمان به وعدم تحكيم العقول البشرية القاصرة فيه، فالله أعلم بنفسه منا وهو الصادق فيما يخبر به عن نفسه.
ولكنه يمكن لمن لم يفهم شيئا أن يسأل عنه، فيقول ما معنى كونه في السماء، فنقول السماء في اللغة يطلق على ما علا ويطلق على السماء المعروفة، والله سبحانه متصف بالعلو كما قال تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. {سورة الأعلى1}.
فمعنى كونه في السماء هو اتصافه بالعلو، وإذا قلنا إن المراد بالسماء هي السماء المعروفة؛ فيكون قوله في السماء أي على السماء وتكون في بمعنى على، وهو سبحانه تعالى فوق العرش والعرش فوق السماوات، ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم تجاوز السماوات السبع.
وراجع للبسط في الموضوع الفتاوى التي أرقامها: 6707، 96599، 99150 ، 76111، 66332، 64272.
والله أعلم.