السؤال
بارك الله فيكم وأحسن إليكم وجعل مجهودكم هذا في ميزان حسناتكم... سؤالي حول وقت إقامة الصلاة - الوقت بين الأذان والإقامة - كيف يتم حسابه؟ هل هو 5 أو 10 أو 15 .... دقيقة؟ لماذا المساجد حولنا تقيم بعد 20 أو 25 دقيقة؟ هل يجوز لنا أن نقيم الجماعة بعد 5 دقائق من الأذان ودون الالتزام بما تفعله المساجد حولنا؟ جزاكم الله خيرا في كل الأحوال.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قسم الفقهاء الناس في تقديم الصلاة وتأخيرها إلى نوعين:
الأول: منفرد.
الثاني: جماعة.
وجعلوا الأفضل في حق المنفرد التقديم أول الوقت دون انتظار، بناء على الأدلة الشرعية، ومنها حديث أم فروة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة في أول وقتها. أخرجه أبو داود وابن خزيمة وصححه الألباني.
أما الجماعة فإنها تؤخر ليجتمع الناس، ولا حد للمدة التي تجعل بين الأذان والإقامة، فقد تكون ثلث ساعة، وقد تكون أقل أو أكثر، والضابط أن تكون كافية لتهيؤ الناس للصلاة واجتماعهم لأدائها، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال: يا بلال إذا أذنت فترسل في أذانك، وإذا أقمت فاحدر في إقامتك، واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله، والشارب من شربه، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته، ولا تقوموا حتى تروني. أخرجه الترمذي والحاكم. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: لكن إسناده ضعيف.
ويقدر ذلك شؤون المساجد أو إمام المسجد الراتب أو من ارتضاه الناس إماما بالتشاور معهم أو على الأقل أهل الرأي منهم، ويكون ذلك حسب اجتماع المصلين كما سبق، فإن كانوا يجتمعون خلال عشرين دقيقة فلا حاجة إلى التأخير فوق ذلك بعد التحقق من دخول الوقت، لما في ذلك من المشقة على الناس وتأخيرهم عن حوائجهم، ولأن تقديم الصلاة في أول وقتها أفضل كما هو معلوم، وفي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطئوا أخر، أي في صلاة العشاء.
ولا ينبغي للإمام أن يؤخر إقامة الصلاة بحيث يشق على الناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به. خرجه الإمام مسلم في الصحيح.
وننبه الأخ إلى أن صلاة الجماعة واجبة في المسجد على الرجال إلا لعذر كما رجحه بعض أهل العلم، فليحرص المسلم على تحصيل فضيلة الجماعة وأجور الخطا إلى المساجد.
والله أعلم.