السؤال
أعيش مع زوجة، وأنام معها، رغم أنني أصبحت لا أطيق العيش معها. فهل من توجيه؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا لا نعرف الأسباب التي أصبحت من أجلها لا تطيق العيش مع زوجتك، وهل الأسباب مادية حسية؟ أم معنوية نفسية تتعلق بالطبع؟ أم غير ذلك؟ وهل هذا النفور شيء طارئ؟ أم أنه من بداية الزواج؟ وما الذي لا يعجبك فيها؟ خلقها أم جمالها أم ماذا؟ لأن لكل سبب علاجاً يناسبه، فلو بينت لنا السبب أمكننا أن نرشدك إلى ما نراه علاجاً.
وعلى أية حال، فإننا ننصحك بالصبر والاحتساب ومعاشرة هذه الزوجة بالمعروف ما أمكن، ومعالجة الأمور بينكما بهدوء خاصة إذا كانت هذه الزوجة ذات خلق ودين مطيعة لله سبحانه وتعالى، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة. رواه مسلم؛ ولقوله عليه الصلاة والسلام: لا يفرك (أي: لا يبغض) مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. رواه مسلم.
ويقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء:19]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي عن عائشة.
وكان صلى الله عليه وسلم جميل العشرة، دائم البشر يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويضاحك نساءه، وكان إذا صلى
العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام، يؤنسهم بذلك صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب: 21].
ثم إننا لا نعرف هل لك منها أولاد أو لا؟ وهل تستطيع الزواج بأخرى مثلاً أو لا؟ فربما كان الحل يكمن في الزواج بأخرى مع إبقاء هذه الزوجة وإمساكها.
ولا ريب أنك مطالب بالإحسان إليها ومعاشرتها بالمعروف، ونصحها وتوجيهها إن كانت تسيء معاملتك، ولا تلجأ إلى الطلاق أبداً إلا إذا سدت في وجهك كل الطرق، وتأكدت أن لا سبيل إلى إبقاء حبل الزوجية ممتداً بينكما.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني