السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. ما حكم الإسلام في ظاهرة "فك الوحدة" وهي أنه في حالة وفاة شخص ما يقوم أهله وأقاربه بزيارة قبره فجراً وعلى الأغلب يكون معهم شيخ أو مقرئ فيتلون آيات وسور من القرآن وبعضهم يجلس حول القبر ويستمع فقط ثم يغادرون المقبرة بعد صلاة الفجر أو بعد الآذان لا أدري بالضبط، وهناك أيضا ظاهرة الختمة وهي أن يأتي عدد من المشايخ أو الدراويش إلى بيت الميت أو بيت أحد من أهله فيجلس المشايخ وأقارب الميت وأهله ويأخذ كل واحد جزءا من القرآن فيختمون القرآن في أقل من ساعة وأحيانا يكررون الختمة في الأربعين أي اليوم الأربعين بعد الوفاة، فما الحكم في هذه الأمور كلها وهل هي بدع وإثم، وهي منتشره بوضوح في بلدي بارك الله فيكم؟ وجزاكم كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فزيارة القبور مشروعة ولكن تخصيص وقت معين للزيارة لأن له فضلاً على غيره من الأوقات ومنفعة الزيارة فيه أكبر، هذا التخصيص من البدع الإضافية، والاجتماع على قراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت من البدع المحدثة كذلك، كما بينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2504، 16500، 3689.
والصور التي ذكرتها في سؤالك أو أغلبها مشتمل على هذه البدعة، كالاجتماع في بيت الميت أو غيره، أو عند القبر أو في الأربعينية، فكل ذلك من البدع.
وأما ختم القرآن وإهداؤه للميت دون اجتماع على ذلك على الهيئة التي ذكرت فالراجح من أقوال أهل العلم جوازه، وأن ثوابه يصل بإذن الله تعالى إلى الميت، وقد فصلنا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3406، 24236، 27426.
وأما قراءة القرآن على القبر دون اجتماع، فقد ذهب جمهور العلماء إلى كراهتها كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 14865.
واعلم أخي السائل أن ما يسمى بالأربعينية، وهي قراءة أهل الميت القرآن أو زيارة القبر أو التصدق بعد مرور أربعين يوماً على موته، من البدع المنكرة، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة أو السلف الصالح، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم.
فيجب على المسلم الحذر كل الحذر من البدع والمحدثات، والتمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح، ففي ذلك الخير كله، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الترمذي والألباني، وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 32569، والفتوى رقم: 14753.
والله أعلم.