السؤال
قراءة ورد يومي صفحة من القرآن لزميلي توفاه اللّه، أنا أنظر هنا على المداومة، وصفحة من القرآن سأجعلها صدقة جارية، حتى إذا أنشأت مجموعة، وبها جميع الأصدقاء، والأهل أشجعهم على مداومة قراءة تلك الصفحة يوميًا -إن شاء اللّه-، وأريد أن أسأل، هل لي أجر على ذلك، أم سيكون الأجر للميت فقط؟ وهل حكم تأخير الختمة عن أربعين يومًا الذي قرأت أنه غير محبب أن يزيد عن شهر يُؤخذ عليَّ في وضعٍ مثل هذا؟
شكرًا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن قراءة القرآن، وإهداء ثوابها للميت جائزة، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه ينال القارئ الأجر، ويصل إلى الميت ثواب ما أهدي له منه.
فقد جاء في مطالب أولي النهى: وسُنَّ إهداء القُرَب، فيقول: اللهم اجعل ثوب ذلك لفلان، وذكر القاضي أنه يقول: اللهم إن كنت أثبتني على هذا، فاجعله، أو ما تشاء منه لفلان، وقال ابن تميم: والأولى أن يسأل الأجر من الله -تعالى-، ثم يجعله للمُهدَى له، فيقول: اللهم أثبني على ذلك، واجعله ثوابا لفلان، وللمُهدِي ثواب المُهدَى، وقال بعض العلماء: يثاب كلٌّ من المهدِي، والمهدَى له، وفضل الله واسع. اهـ.
وقال ابن قاسم في حاشيته على تحفة المحتاج: إذا نوى ثواب القراءة للميت، ودعا، حصل له ثوابها، لكن هل المراد أن يحصل له مثل ثوابها، فيحصل للقارئ ثواب قراءته، وللميت مثله، أو المراد أنه لا يحصل للقارئ حينئذ ثواب، وإنما يحصل للميت فقط؟ فيه نظر، والقلب للأول أميل ....اهـ.
ونرجو كذلك أن تؤجر بما أرشدت إليه من القراءة، وإهداء ثوابها للميت، فقد ثبت في سنن أبي داود من حديث أبي مسعود الأنصاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من دل على خير، فله مثل أجر فاعله.
وأما عن زيادة مدة الختم على أربعين يوما، فهو مكروه لمن لا عذر له يشغله عن الختم في شهر، فقد قال الزركشي في البرهان: ويكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوما بلا عذر. نص عليه أحمد؛ لأن عبد الله بن عمرو سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- في كم يختم القرآن؟ قال: في أربعين يوما. رواه أبو داود. انتهى.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 2288، 683، 3406.
والله أعلم.