السؤال
أريد أن تطمئنوني أنا فلسطيني حصلت على علامة عالية وأردت أن أدرس الطب ولكن لم تتح لي الفرصة في غزة مع العلم أن غزة فيها الكثير من الأطباء ولكني أحب الطب ثم حصلت على منحة في تركيا وأنا فيها الآن هل يبقى أجري كأجر المرابطين في فلسطين أم أنه علي إثم الآن أرجو أن تجيبوني جوابا صريحاً لأني أتألم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن علم الطب من أهم فروض الكفاية التي إذا قام به البعض سقط الفرض والإثم عن الآخرين، وإذا لم يقم به أحد أو قام به من لا تحصل بهم الكفاية أثم من هم قادرون وقصروا.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه أفضل من فرض العين أي أكثر ثواباً لتعدي نفعه، ولأن بالقيام به تصان بقية الأمة من الإثم المترتب على إهماله.
وقد أشار لذلك صاحب المراقي بقوله: وهو مفضل على ذي العين في زعم الاستاذ مع الجويني.
وإليه أشار السيوطي في الكوكب فقال:
فرض الكفاية مهم يقصد من نظر عن فاعل يحرد
وزعم الاستاذ والجويني ونجله يفضل فرض العين
ولذلك فهو لا يقل أهمية عن الجهاد والرباط في سبيل الله إذا صلحت النية.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غزوة تبوك: إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر.رواه البخاري ومسلم.
فهذا في الذي حبسه العذر، فما بالك بالذي نفر لتعلم فرض الكفاية، وقد قال الله تعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ {التوبة: 144}.
وما في معناه مما يحتاج إليه، وكثرة الأطباء في بعض المناطق لا تغني عن تعلم الطب من جديد فهؤلاء معرضون للخطر ويحتاج إليهم في مناطق أخرى.
ولهذا، فأنت مأجور وسعيك مشكور إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.