السؤال
أصحاب الفضيلة: هلا سردتم لنا بعضا من مقالات العلماء النقاد حول الأحاديث الواردة فيها خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم من نور وخلق سائر المخلوقات من هذا النور .. وقراءة آدم عليه السلام اسم محمد على عرش الرحمن وعلى جباه الملائكة .. وحبذا لو كان ذلك من غير أقوال علمائنا المعاصرين ولا أقوال شيخ الإسلام ابن القيم ولا الألباني رحمهم الله لأن من يحاجونا أعلنوا أنهم سيرجعون عن عقيدتهم هذه إذا ثبت ضعف هذه الأحاديث على أن لا يكون ذلك عن طريق هؤلاء...مع العلم أنهم لا يقبلون الآيات الواردة في خلق البشر ولهم فيها تأويلات عجيبة.. أصحاب الفضيلة: إنا نستنصركم في الدين فعليكم النصر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الأحاديث من أشهرها حديث عبد الرزاق الدال على أن أول خلق الله نور النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه خلق منه كل شيء، وهذا الحديث قد ألف الشيخ محمد أحمد بن عبد القادر الشنقيطي رسالة في بيان وضعه عنوانها (تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق)، والرسالة موجودة على شبكة الإنترنت، وقد حكم بوضعه أيضاً الحافظ الغماري المغربي.
ومنها حديث: خلقت أنا وعلي من نور، وكنا على يمين العرش قبل أن يخلق آدم بألف عام... وهذا الحديث موضوع، كما قال الشوكاني لأن في سنده جعفر بن أحمد بن علي بن بيان وكان رافضياً وضاعاً.
ومنها حديث: خلقني الله من نوره وخلق أبابكر من نوري... وهذا الحديث عزاه ابن عراق في تنزيه الشريعة لأبي نعيم، وقال فيه أبو نعيم: هذا باطل، وقال الذهبي في الميزان: هذا كذب، والآفة عندي من أحمد بن يوسف المسيحي.
وأما حديث رؤية آدم اسم محمد على العرش، فقد رواه الحاكم وتعقبه الذهبي فقال: إنه موضوع، وفي سنده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال فيه أبو نعيم والحاكم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة.
وقد ضعفه البخاري والنسائي، وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه، وقد نقل صاحب كتاب (بلوغ الأماني في الرد على مفتاح التجاني) أنه اتفق الذهبي وابن حجر وابن عبد الهادي والسهسواني على بطلان هذا الحديث.
فراجع كتابه المذكور، وراجع رسالة للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق اسمها: أثر الأحاديث الضعيفة والموضوعة في العقيدة، وهما موجودان على شبكة الإنترنت، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 7389، 9650، 11669.
والله أعلم.