الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ نَسَبًا، وَنِسْبَتِي قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.

السؤال

جَاءَنِي جَبْرَئِيل -عليه السلام- في أَحْسَنِ صُورَةٍ ضَاحِكاً مُسْتَبْشِراً فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ نَسَباً، وَنِسْبَتِي قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. فَمَنْ أَتَانِي مِنْ أُمَّتِكَ قَارِنَا لِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ مِنْ دَهْرِهِ أَلْزِمُهُ دَارِي وَإِقَامَةَ عَرْشِي، وَشَفَعْتُهُ فِي سَبْعِينَ مِمَّنْ وَجَبَتْ عُقُوبَتُهُ، وَلَوْ لَا أَنِي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ لَمَا قَبَضْتُ رُوحَهُ.
هل هذا صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الحديث غير صحيح؛ فقد ذكره السيوطي في الزيادات على الموضوعات، ونقل عن ابن النجار أنه قال: قرأتُ على أبي عبد الله محمد بن أبي سعيد الأديب عن محمود بن عبد الكريم بن علي التاجر أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ حدثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن أحمد النيسابوري الصوفي الزاهد حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم البلدي الوراق حدثنا يوسف بن يعقوب المطوعي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن عمران حدثنا القاسم بن الحكم، حدثنا مجاشع بن عمرو عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (جاءني جبريل في أحسن صورة ضاحكًا ....

قال السيوطي: مجاشع يضع الحديث، وأبو الحسن البلدي قال في (الميزان): اتهمه الخطيب. اهـ.

وبسبب هذين الراويين طعن فيه ابن عراق الكناني فقد قال في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: رواه ابن النجار من حديث أنس، وفيه أبو الحسن البلدي ومجاشع بن عمرو. اهـ.

وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة: حديث: "إن لكل شيء نسبا، ونسبي هو: {قل هو الله أحد} إلخ. في إسناده: وضاع. اهـ.

وفي سند الحديث أيضا يزيد الرقاشي قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال:
يزيد الرقاشي قال ابن معين: هو خير من أبان بن أبي عياش.
وقال النسائي وغيره: متروك.
وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وقال أحمد: كان يزيد منكر الحديث، وكان سعيد يحمل عليه.
وكان قاصا.
وقال ابن الدورقي، عن ابن معين: في حديثه ضعف.
وقال الفلاس: حدثنا عبد الرحمن عن الربيع بن صبيح عنه.
وليس بالقوي. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني