السؤال
السلام عليكم أنا فلسطيني أبلغ من العمر 38 سنة و أعيش في بريطانيا منذ عشرين سنة حيث ذهبت للدراسة، أنا شخص ملتزم دينياً دائماً لدرجة أنني عشت في مسجد في بريطانيا لمدة ست سنوات. و بعد وجودي هناك بسنة و نصف بدأت أعراض إرهاق مؤلم و صداع نصفي تظهر و شد عضلات مؤلم جداً، و مع الوقت استفحلت. و في عام 93 توقفت عن دراسة الدكتوراة و كنت قد أنهيت سنتين منها، و كان أملي أن أتوقف سنة لأجد حلاً لمشكلتي الصحية، و لكن لم أستطع العودة للدراسة و لا العمل بسبب المرض. حيث أنني الآن مسجل رسمياً في الدولة كمعاق عن العمل مؤقتاً. أجريت جميع الفحوصات الدقيقة على أيدي كبار الخبراء البريطانين، كما بقيت مع أخصائي الطب النفسي 4 سنوات و مع عالم النفس فترة كافية، و أجريت العلاج بالطب البديل و الإبر الصينية عملتها في بريطانيا و كذلك في الصين. جربت الذهاب لعلماء دين من أجل الرقيّة الشرعية أو معرفة إن كان هناك أي مشكلة من الجن، و كان آخر هؤلاء العلماء، الشيخ العامري في المدينة المنورة في رمضان الماضي حيث قضيت شهر رمضان بين مكة و المدينة. جميع الفحوصات الطبية و النفسية و قراءة المشايخ لم تثبت وجود أي مشكلة، عدا أن الشيخ العامري قال إنها ربما عين، و لكنني اتبعت ما طلب مني و لم يحدث أي تحسن. في صيف 1999 ذهبت إلى شخص باكستاني في بريطانيا و كنت أعتقد أنه يرقي، و أعطاني حجاب للبسه، و قرأ عليّ و لكنني لم أفهم ما كان يقول لأنه بالأوردو ولكنه كان يقرأ أيضاً بعض الآيات. و بعد لبسي للحجاب شفيت كما لم يحدث من قبل لدرجة أنني كنت أمشي يومياً ثلاث ساعات دون توقف لأمرن عضلاتي المترهلة ثم أعمل على الحاسوب حوالي أربع ساعات و لم أكن أشعر بالتعب. و لكن بعد خمس أسابيع ذكرت لأحد الأخوة قصة الحجاب فقال لي إنه حرام وإن به أسماء شياطين، و أقنعني بفتحه و فعلاً وجدنا بالورقة آيات قرآنية و أسماء شياطين و أرقام، فقمنا بحرقها على الفور. و بمجرد ما فعلنا ذلك عادت أعراض المشكلة الصحية كما كانت. و بعد ذلك بأيام شاهدت بمحطة (اقرأ) أحد علماء الدين يذكر أن الحُجب حرام و أن من يذهب لهؤلاء الناس لا تقبل صلاته 40 يوماً، مما حفزني أن أذهب إلى مكة و المدينة في رمضان الماضي علّ الله يغفر لي. سؤالي: الآن و قد سدت جميع طرق إيجاد علاج، و قد خربت حياتي بشكل تام، فلا أعمل و لا أدرس و لم أتزوج بالإضافة إلى أنني أعيش بألم شديد في الغربة، هل يجوز لي العودة إلى ذلك الدجال لعمل حجاب. و أتمنى إعطائي جواباً عملياً، لأن القول إن عليّ أن أصبر وأحتسب ليس عملياً بعد حوالي 18 سنة من الألم الشديد و الوحدة وضياع العمر، و لا أعرف كيف سيحاسبني ربي على شبابي الذي ضاع هباءً منثورا.