السؤال
هل يجوز القول: أنا أحفظ (البقرة) اختصارا من غير ذكر كلمة (سورة)؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا بأس بقولك: (أنا أحفظ البقرة) بدون ذكر كلمة سورة.
فقد أخرج البخاري، ومسلم في صحيحيهما عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما نزلت آخر البقرة، قرأهن النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم في المسجد، ثم حرم التجارة في الخمر.
وروى مسلم في صحيحه عن حذيفة قال: صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ.... الحديث.
وفيه أيضًا عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول: اقرؤوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما.
وأخرج أحمد، والحاكم نحوه، وفيه: تعلموا البقرة، فإن تعلمها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة.
وفي الصحيحين عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كان رجل نصرانيا فأسلم، وقرأ البقرة، وآل عمران، فكان يكتب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فعاد نصرانيا، فكان يقول: ما يدري محمد، إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لَفَظَتْهُ الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد، وأصحابه لما هرب منهم، نَبَشُوا عن صاحبنا فَأَلْقَوْهُ، فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد، وأصحابه، نَبَشُوا عن صاحبنا لما هرب منهم فَأَلْقَوْهُ، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فعلموا: أنه ليس من الناس فَأَلْقَوْهُ.
وروى البخاري في التاريخ الكبير عن أبي ذر: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أعطيت خواتيم البقرة، ولم يعطهن نبي قبلي.
وجاء في الكشاف للزمخشري: فإن قلت: هل يجوز أن يقال: قرأت سورة البقرة، أو قرأت البقرة، قلت: لا بأس بذلك، وقد جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- «من آخر سورة البقرة» و «خواتيم سورة البقرة» و «خواتيم البقرة»، وعن علي -رضى الله عنه- «خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش»، وعن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه- أنه رمى الجمرة، ثم قال «من هاهنا- والذي لا إله غيره- رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة»، ولا فرق بين هذا، وبين قولك: سورة الزخرف، وسورة الممتحنة، وسورة المجادلة، وإذا قيل: قرأت البقرة، لم يشكل أن المراد سورة البقرة، كقوله: (وسئل القرية)، وعن بعضهم أنه كره ذلك، وقال: يقال قرأت السورة التي تذكر فيها البقرة. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني