السؤال
بسم الله والصلاة السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلمالسلام عليكم ورحمة اللهأخوكم في الله مصري كنت أمارس مهنة التدريب كمدرب كاراتيه من 1992 حتى 2001م والحمد لله معي ما يؤهلني لذلك، وبفضل الله جعلني سببا في إظهار موهوبين ولاعبين متفوقين في هذه اللعبة محليا على مستوى الجمهورية، وخلال السنين الثلاث الماضية تركت هذه الرياضة بالتدريج حيث تفرغت لعملي صباحا كمدخل بيانات "حاسب آلي" والحمد لله مساءا بالعبادات ولي ثلاثة أسباب منعتني أن أرجع ثانية لأمارس هذه الرياضة وهذه الأسباب هي: أولا: فتنة النساء في أماكن التدريب (نوادي ومراكز شباب القاهرة).ثانيا: في الاشتباكات بين اللاعبين مباح في قوانين هذه الرياضة الضرب باليد والقدم في الوجه.ثالثا: في قوانين هذه الرياضة تحية في بداية أي حركة يقوم بها اللاعب بإنحاء رأسه وكتفه للأسفل مسافة تقريبا 20 سم للأمام وينطق بكلمة يابانية اسمها "أوس" معناها باللغة العربية "الولاء والطاعة" تقصد الولاء والطاعة لمدرب الكاراتيه.والحمد لله معي علم ليس بقليل في هذه الرياضة فأخاف أن أسأل عن هذا العلم يوم القيامة أني لم أعلمه لأحد.أفيدوني يفيدكم الله هل أرجع وأمارس هذه الرياضة (وما النصائح التي تنصحوني بها) أم لا؟جزاكم الله خير الجزاء عنا وعن كل عمل صالح تقومون به.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في أن تعمل مدربا لهذه اللعبة إذا توافرت فيها الضوابط التالية:
1- تجنب الطقوس الدينية الموروثة عن الديانات البوذية والهندية مثل التحية المتبادلة بين اللاعب والمدرب، واللاعب وزميله، وهي انحناءة قريبة من الركوع، ومثل بعض الكلمات التي تدل على الولاء والطاعة المطلقة، فإن المسلم منهي عن التشبه بالكافرين ولا سيما فيما هو من خصائص دينهم، وقد ورد في الوعيد على التشبه بهم قوله صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أحمد وأبو داود.
2- عدم ممارسة هذه اللعبة في أماكن تواجد النساء، لما في ذلك من الفتنة العظيمة ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
3- تجنب الضرب على الوجه المنهي عنه في حديث البخاري من رواية أبي هريرة: إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه.
4- ألا يؤدي الانشغال بهذه الرياضة إلى إضاعة واجب أو فعل محرم.
وإذا حسنت نيتك في تعليم هذه الرياضة للمسلمين لتقوى أجسادهم ويتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، ونحو ذلك من المقاصد الصالحة كان تعليمك لهذه الرياضة قربة إلى الله.
وننبه إلى أن عدم تعليمك هذه اللعبة لأحد لا تؤاخذ به شرعا، لأن الوعيد الوارد في كتمان العلم إنما هو العلم الشرعي الذي يحتاج إليه الناس. وراجع الفتوى رقم: 26934.
والله أعلم.