السؤال
في يوم من الأيام ذهبت إلى ابن خالتي، فوجدت عندهم بنتًا، فقلت من هذه؟ فقال: بنت خالة زوجتي، وهي يتيمة الأب، وأمها مريضة، وهي لا تسكن في نفس الولاية، فقلت: هل أستطيع أن أتقدم لخطبتها؟ فقال: لا بأس، فتقدمت لخطبتها، ووافقوا، ثم قلت لهم: إني من دون عمل، وسأتكلم مع أمي وأخي الصغير، ثم طلبت منهم الذهاب معي لكي يروا أين أعيش، ومن ثم يعطوني قرار الموافقة، فذهبوا معي، وقالوا: نحن موافقون، فقلت: لهم إذن لا نطيل الأمر، بل نتزوج، ولم يمض شهر على الخطوبة، وتزوجتها والحمد الله، وكانت -ما شاء الله-.
وبعد عام من الزواج، هربت من البيت وأنا نائم، مع أنها لا تعرف الولاية جيدًا، ولا يوجد لديها مال، ذهبتْ إلى أمها في ولايتها، فاتصلت بها، فقالت: والله آسفة، ولا أعرف كيف وصلتُ إلى هنا! فقلت: لا مشكلة، تعالي إلى بيتك، فقالت: لا، أريد أن أسكن بمفردي، فقلت لها: أنت تعرفين حالي، تعالي ومن ثم نفكر في الأمر، فجاءت، وفي اليوم الثاني من رجوعها، قالت: أمي بصوت مسموع: كيف لك أن تعيدها وقد هربت، ولا تعرف مع من ذهبت؟! فسمعتها زوجتي، فوجدتها تبكي، فقالت: اتصل بأزواج خالاتي، وطلقني أمامهم، وبيني وبينك لن تطلقني، ففعلت ما طلبت، ثم قالت: سأذهب إلى أمي حتى تجد لنا سكنًا مستقلاً عن أهلك، وحلفت على القرآن أنها ستعود، فذهبتْ، وبعد مدة أغلقتِ الاتصال بيني وبينها، وبعد مدة اتصل بي رقم غريب، فقالت: غيرت رقمي، فتكلمت معي 4 أيام، ومن ثم أغلقتِ الهاتف تمامًا، فاتصلت بأخوالها الاثنين، وقلت لهم: إني لم أطلقها، ولن أطلقها إلى يوم الدين، وهي عندما كنت على اتصال بها قلت لها: لن أطلقك (يعني رجعت الآن زوجتي)، وهي الآن رافضة أن تعود إلي، وقالت: مستحيل أن أعود إليك.
مرضت بسبب أني أحبها بصدق، وقد اتصل أهلي بأخوالها، وقالوا لهم: قولوا لها أن تعود لزوجها، فردت عليهم بأنها لن تعود حتى وإن أنا مت. فما حكم الشرع في هذه الحالة؟