السؤال
يشاركني زوجي في الواتس مصلقات تحتوي على طرق للعلاقة الزوجية، -وفيه صور للجسم بالكامل دون ساتر- وهي برسم رسامين، أو بذكاء اصطناعي، وأنا لا أرغب في هذا، وحجتي: أن لا تتعود العين على النظر لمثل هذه المشاهد، وحكم رسم ذوات الأرواح، وعدم رفع، وإكساب الرسامين فائدة.. وهو لا يرى ذلك، ويرى أنه من باب التحبب بين الزوجين والتغيير، ولا يوجد دليل على تحريمه، فما العمل؟
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للزوجين تبادل مثل هذه الصور، لما في ذلك من محاذير شرعية، ومن ذلك:
أولا: أنها صور لذوات الأرواح، وهذه الصور محرمة في قول أكثر أهل العلم، كما سبق بيانه في الفتوى: 14116.
ثانيا: أنها رسوم لأجساد عارية، ولا يجوز النظر لهذه الرسوم والحالة هذه، بل الواجب غض البصر عنها، امتثالا لقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور 30: 31}.
وانظري الفتوى: 35320.
ثالثا: إن كان في ذلك حصول من رسمها على فائدة، ففي ذلك إعانة على المعصية، والله -عز وجل- يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}.
فعلى زوجك أن يتقي الله في ذلك، وأما ما ذكر من التحبب بين الزوجين، فإنه لا يكون بالحرام، ولتحقيق ذلك ففي الحلال من الوسائل ما يغني عن الحرام، فاستمري في نصحه، وليكن ذلك برفق، مع الدعاء له بالتوفيق.
والله أعلم.