السؤال
أنا في منتصف الثلاثينيات، متزوجة منذ سنوات، ولم أرزق بأطفال، موظفة، وأعمل في شركة بمرتب ممتاز. زوجي اشترط عليَّ عند السماح لي بالعمل أن يكون الراتب مع راتبه، ونصرفه سويًّا.
ثم أصبح يضيق عليَّ لترك العمل، ومنذ أول شهر لي في العمل وهو يأخذ راتبي كاملا، وأنا بداخلي غير راضية، ويختلط مالي بماله. يقوم بدفع الالتزامات الأساسية، ويعطيني مصروفا شهريًّا بسيطا لا يذكر نسبة إلى راتبي، وما يتبقى يتصرف فيه، وغالبا في الصرف على أهله، وأكثر صرفه على والدته، وهي ميسورة الحال، ولديها دخل ثابت، ولكن تستغل زوجي، وتطلب منه مالا، وأنا غير مسامحة فيه، وأدعو الله أن يأخذ حقي منها، ومنه في الآخرة.
سألته أن نخصص مبلغا شهريا بسيطا جدا لوالدتي؛ كونها فقيرة، ووالدي متوفى -رحمه الله-، ورفض ذلك، وقال إن الأولى بمساعدتها إخواني الذكور، وهو يعلم أنهم بلا عمل، ووضعهم سيء. بالمقابل هو يصرف على أمه كيف يشاء، وفي أمور ثانوية. وأنا ما أطلبه هو أمور أساسية مثل الطعام والعلاج أن أساعد أهلي به. أشعر بالقهر أن أرى أمي في ضائقة، وأنا لديَّ المال الكافي للإنفاق عليها، لو أنني حرة التصرف فيه.
وزوجي يهددني بالطلاق إن استمررت في العمل، ويريد أن أتركه، وهو وسيلتي الوحيدة للتنفيس عن نفسي؛ كوني بلا أولاد، وعملي في مكان محترم، ولا يوجد به اختلاط، ولا يغضب الله.
أرجو إفادتي بما أعمله. هل أطلق من زوجي، وأستمر في العمل، وأنفق على والدتي، وأكسب بِرَّها؟ أم أترك العمل، وأستمر في زواجي، وأقبل بما يريده زوجي؟ لأن بقائي في العمل، وعلى ذمته؛ هو استنزاف لي ماديا ونفسيا، وسيستمر بأخذ راتبي دون حق، وأنا أشعر أنني أظلم نفسي بهذا الأمر، وبالحسرة على نفسي؛ لأن عملي طويل، وأتعب، ولا أجد من زوجي ما يدعمني، أو يقدر تعبي. علما أنني لا أقصر في واجبات زوجي، وأقوم بها. والله شهيد على ذلك.
زوجي في نفسه يعلم أن سكوتي على حقي اختصارا للمشاكل، ولأنه يهددني بالطلاق، وسبق أن طلقني مرتين أثناء غضبه، وأنا لا أريد أن أخرب بيتي. أنا أعيش مع قنبلة موقوتة، في أية لحظة سينفجر في وجهي، ويطلقني. حياتي تعيسة، ولا أعلم كيف أتصرف، لا أريد أن أغضب ربي، أو أستمر في ظلم نفسي.
حاولت أكثر من مرة أن أتفاهم مع زوجي بالحسنى، وأن أناقشه، ولكنه شخص عصبي جدا، ولا يتقبل أيَّ نقاش، ويهينني، ويجرحني بالكلام، ولايرى نفسه مخطئا، أو يعتذر. ويصر أن أترك العمل، أو يطلقني. ماذا أفعل؟ أرجوكم لقد ضاقت بي الدنيا.
أرجو مساعدتي، وجزاكم الله خيرا.