السؤال
هل يجوز لي أن أمنع زوجتي الثانية من الإنجاب حتى أؤدبها؟ مع العلم بأنني متزوج من ثلاثة أعوام، وأريد أن أؤدبها من طول اللسان، فهي مطيعة، وتنفذ أوامري، ولا تعصي لي أمراً، ولكنها إذا غضبت تفقد السيطرة على نفسها، وتتلفظ بألفاظ بذيئة، قد أكون أنا السبب في ذلك لأني إنسان صعب جدا, ولا أرحمها أبدا إذا غلطت مهما كان حجم الغلطة والحكمة من ذلك أن لاتكررها, ولكني ألهو معها في أوقات الصفاء, وأذهب معها للتسوق وللمطاعم وأصطحبها في السفر. فهل يجوز أن أمنع الإنجاب حتى أرى إذا كنتُ سوف أستمر معها أم لا؟ علماً بأنها تتحرق شوقاً لإنجاب الأطفال. أفيدوني، فأنا محتار جداً، -وجزاكم الله خيرا .مع العلم بأني لا أدري هل أنا فعلا أريد أن أنجب منها أطفالا أو لا، فأنا أريد أن أتمتع بحبها وأحظى بجل اهتمامها ورعايتها .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد شرع الله تعالى الزواج لمقاصد شرعية عظيمة، ومن أهم هذه المقاصد السكن والاستقرار النفسي، وتكثير النسل، فقد قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً(الروم: من الآية21)، وفي سنن أبي داود عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم.
إذا ثبت ما ذكرناه فإن الواجب عليك كزوج حسن المعاشرة لزوجتك، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله، روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. وتذكر أن ما في زوجتك من خلق تنكره يقابله كثير من الأخلاق الطيبة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. ثم إن ما يصدر عن الزوجة من نشوز وتطاول على الزوج قد جعل الله تعالى له علاجاً قد سبق أن بيناه في الفتوى رقم: 17322، وأما عدم الإنجاب فليس علاجاً لكونه مخالفاً لمقصد الشرع من الزواج، والزوجة لها حق في الإنجاب فلا يجوز منعها من ذلك الحق.
والله أعلم.