السؤال
بعد تخرجي تقدمت لطالبة كانت معي فيها؛ وكنت ملتزمًا، وأعي حرمة الاختلاط، فأرسلت لها رسالة بأني أريد التقدم لها، فقالت: عندما تجهز ائت والدي، وتقدمت، ولم يحدث نصيب، فقد أحس والدها بأني متشدد بسبب رأيي في الأغاني، وهي خافت من مرض وراثي عند أخي أن يصيب ذريتنا، وربما لم تكن تبادلني نفس الشعور بنفس المقدار، أو تغير قلبها، فحزنت جدًّا، ومرت ثلاث سنوات، وتزوجت، وأنجبت طفلة، وهي تزوجت وأنجبت طفلًا، ولم أعلم بهذا إلا من منشور عام في الفيس بوك، ولا زال شعوري نحوها كما هو، وأعلى بكثير من زوجتي الحالية، فهل مجرد دعائي أن تكون زوجة لي في الجنة محرم؟ وأرجو متابعة الآراء المختلفة قبل الإجابة؛ فقد بحثت كثيرًا ووجدت: ومنه: فتختار أحسنهم خلقًا، ولكن لا يعلم الحقيقة إلا الله، وقد تكون لغير زوجها، وقد فهمت وجود خلاف، وحتى الرأي الراجح ليس يقينيًّا.
وأنا لا أحسد زوجها، ولا أسعى لتخببيها عليه، وهو أساسًا ما لا أستطيعه، ولا أفكّر فيه؛ لأنه حرام، ولكني أدعو بما قلت، ولا أدعو مطلقًا بشر لهما، ولا بطلاقهما في الدنيا، ولا أتواصل معها، ولن أفعل أي شيء، وإنما أدعو أن تكون زوجة لي في الجنة.
فأنا أدعو وفي نيتي أن يجعلها الله في الجنة من نصيبي، ولو كانت لها المشيئة في الاختيار، فأدعو أن يجعلها الله تختارني زوجًا في الجنة، وأعلم أن كل البشر في الجنة راضون، لكن هذا شعور قلبي، ولم ولن أحوله إلا لدعاء، وأقدّر نعمة زوجتي وابنتي، ولا أظلم زوجتي، بل أراعي ذلك، وأدخل السرور عليها دومًا -بإذن الله-، فهل مجرد دعائي هذا خطأ؟
وفهمت أنه ربما يبدل الله زوجها في الجنة، أو يجعلها تختار، وهو قادر على كل شيء، وقادر على أن يحرك قلبها في الجنة -لا الدنيا- ويجعلها تريد العبد لله زوجًا لها. فإذا كان في الموضوع خلاف فعلًا، وفيه أمل، فوضحوا ذلك لي.