السؤال
هل صحيح أن نعمة الحور العين تعد ثاني أعلى نعيم في الجنة، بعد رؤية الله -عز وجل-؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن أعظم نعيم يتمتع به أهل الجنة هو النظر إلى وجه الله الكريم، كما جاء في نصوص الوحي من الكتاب والسنة، والنظر إلى وجه الله تعالى هو الزيادة المذكورة في قول الله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ {يونس:26}.
قال العلماء: والحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي النظر إلى وجه الله الكريم.
وجاء في صحيح مسلم وغيره عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ -عَزَّ وَجَلَّ-.
أما فضل الحور العين، وعظيم نعمتهن: فلا شك فيه، ولكن نساء الدنيا من أهل الجنة أفضل منهن، كما قال غير واحد من أهل العلم كابن القيم وغيره في إعلام الموقعين، وحادي الأرواح، وروضة المحبين؛ وَذلك لما رواه الطبراني فِي الكبير والأوسط، عن أُمَّ سَلَمَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، نِسَاءُ الدُّنْيَا أَفْضَلُ؟ أَمْ الْحُورُ الْعِينُ؟ قَالَ بَلْ نِسَاءُ الدُّنْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ، كَفَضْلِ الظِّهَارَةِ عَلَى الْبِطَانَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَبِمَ ذَاكَ؟ قَالَ بِصَلَاتِهِنَّ، وَصِيَامِهِنَّ، وَعِبَادَتِهِنَّ اللهَ تَعَالَى... الحديث رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وغيره، وتكلموا في أحد رواته.
وعلى ذلك؛ فإن نعمة الحور العين، ليست هي أعلى نعيم في الجنة بعد نعمة رؤية الله -عز وجل-.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني