السؤال
تزوجت فتاة منتقبة، حاصلة على إجازة في العلوم الشرعية؛ ظنا مني أنها ذات علم، وذات عزيمة، لكن للأسف وجدت عكس هذا، تحب النوم، وذات شخصية ضعيفة، تبالغ في الحشمة، ولا تهتم بنفسها، لا تسمع لنصائحي. ست سنوات من الصبر والنصح بالتي هي أحسن، لكن بدون جدوى؛ حتى أصبحت الآن لا أكن لها أية مشاعر من الود والمحبة.
وأيضا ابتليت في ديني، ولم أعد كما كنت سابقا من مظاهر التعبد، والالتزام، والاستقامة. أصابني الفتور، وضعف الإيمان في قلبي منذ أن تزوجت.
لدي طفل عمره أربع سنوات، وطفلة عمرها ثلاث سنوات، ولست ميسور الحال على أن أتكلف بمصاريف الطلاق.
بماذا تنصحونني، وأنا شاب ذو 28 ربيعا، وأريد أن أعف نفسي بالزواج من امرأة أخرى، وأبدأ حياة جديدة؛ لكي أرجع لديني، وأستقيم.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكون زوجتك على شيء من العلم الشرعي، ينبغي أن يكون ذلك حافزا لها على الصفات الطيبة، وقبول النصيحة، وطاعة الزوج، والإحسان إليه.
وعلى أي حال، فلا نوصيك بالمبادرة إلى الطلاق؛ لا سيما أن لك منها أولادا صغارا، وقد ذكرت أنها تفعل أمورا يمكن إصلاحها وتغييرها بإذن الله تعالى.
فنوصيك بالصبر عليها، والاستمرار في نصحها، مع الدعاء لها أن يصلح حالها، ويمكنك أن تستعين عليها بالمقربين إليها، ومن ترجو أن تستجيب لقولهم، فإذا صبرت عليها، وأخذت بأسباب الإصلاح، فلعل الله أن يجعل لك فيها خيرا.
قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ. رواه مسلم.
قال النووي -رحمه الله-: أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضَهَا، لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَهُ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا؛ بِأَنْ تَكُونَ شَرِسَةَ الْخُلُقِ، لَكِنَّهَا دَيِّنَةٌ، أَوْ جَمِيلَةٌ، أَوْ عَفِيفَةٌ، أَوْ رَفِيقَةٌ بِهِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. اهـ.
وإن لم تستعف بها، واحتجت للزواج من أخرى، فلا بأس بذلك، ولعلك تجد امرأة ميسورة تعينك، أو ترضى باليسير.
والزواج من أسباب الغنى، كما هو مبين في الفتوى: 7863. وإذا تزوجت من أخرى، فاجتهد في العدل بين زوجتيك.
وننبهك إلى أهمية مجاهدة نفسك، وحفزها على الطاعات، ومعالجة ما أصابك من فتور، وأكثر من الذكر فبه يقوى القلب. وراجع الفتوى: 17666.
والله أعلم.