السؤال
أنا شاب عاقد على فتاة، وعندي مشكلة، وهي أن لديَّ انحناء في العضو ناحية اليسار، وقد يؤثر على العلاقة الحميمية، ويضايق زوجتي فيما بعد، فهل يجب إخبارها بذلك؟ وماذا أفعل؟ بارك الله فيكم.
أنا شاب عاقد على فتاة، وعندي مشكلة، وهي أن لديَّ انحناء في العضو ناحية اليسار، وقد يؤثر على العلاقة الحميمية، ويضايق زوجتي فيما بعد، فهل يجب إخبارها بذلك؟ وماذا أفعل؟ بارك الله فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهنالك خلاف بين الفقهاء في ماهية العيوب التي يجب الإخبار بها، فالجمهور يحصرونها في العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة، أو المعدية، كالبرص، والجذام، ونحو ذلك، قال ابن قدامة في المغني بعد أن ذكر هذه العيوب: (الفصل الثالث): أنه لا يثبت الخيار لغير ما ذكرناه؛ لأنه لا يمنع من الاستمتاع المقصود عليه، ولا يخشى تعديه، فلم يفسخ به النكاح، ولأن الفسخ إنما يثبت بنص، أو إجماع، أو قياس، ولا نص في غير هذا، ولا إجماع، ولا يصح قياسها على هذه العيوب؛ لما بينهما من الفرق. اهـ.
ويرى ابن القيم التعميم في كل عيب لا يحصل به مقصود النكاح، حيث قال: والصحيح أن النكاح يفسخ بجميع العيوب، كسائر العقود؛ لأن الأصل السلامة... والقياس أن كل عيب ينفر الزوج الآخر منه، ولا يحصل به مقصود النكاح من المودة، والرحمة؛ فإنه يوجب الخيار. اهـ.
واختار هذا القول ابن عثيمين -كما في الشرح الممتع- في قوله: والصواب: أن العيب كل ما يفوت به مقصود النكاح، ولا شك أن من أهم مقاصد النكاح المتعة، والخدمة، والإنجاب، فإذا وجد ما يمنعها، فهو عيب. وعلى هذا؛ فلو وجدت الزوج عقيمًا، أو وجدها هي عقيمة، فهو عيب. اهـ.
فإن كنت تخشى أن يكون هذا العيب مؤثرًا، وأنه قد يمنع من كمال الاستمتاع، فالأولى أن تخبرها؛ خروجًا من خلاف الفقهاء؛ فالخروج من الخلاف مستحب، كما في القاعدة الفقهية التي نص عليها العلماء، وقطعًا لأسباب النزاع مستقبلًا.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني