السؤال
لماذا تقوم بعض الدول بتحديد النسل، بحجة أنه لا توجد مصادر للدخل بالدولة، ولا توجد وظائف. ونحن نرى كل عام تخرج أعداد كبيرة من الشباب. فكيف إذا دولة مثل الصين عدد سكانها فوق المليار نسمة، وتعيش في رخاء، بينما الدول العربية عددها يساوي أو أقل من الصين وتجد من الدول من يشكو الفقر.
وأريد منكم إرشادات لي وللشباب الذي يبحث عن الرزق الحلال في بلده، دون أن يسافر للخارج للعمل، حيث يترك زوجته وأطفاله بعيدا عنه.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الناحية المادية المحضة فإن زيادة النسل لا تكون مشكلة إلا مع غياب التربية والتعليم، والتعبئة الاجتماعية، والتخطيط العمراني والاقتصادي، وغير ذلك من عوامل التنمية. وإلا فمن المعروف أن الإنسان نفسه هو أساس التنمية، وهو أهم من الموارد الطبيعية للدولة، ولذلك نجد من الدول ما يفتقر إلى هذه الموارد بشدة، مع وجود عوامل تباطؤ طبيعية كالزلازل وقلة خصوبة الأرض، ومع ذلك لا تشكو الفقر!
فالمشكلة بالأساس ليست مشكلة زيادة العدد، بقدر ما هي فشل في إعداد هذه الأعداد، وتوجيهها نحو التنمية المستدامة. وراجع في حكم تحديد النسل لأجل قلة المورد، الفتوى: 16894.
وأما الشق الآخر من السؤال، فقد سبق لنا بيان بعض أسباب زيادة الرزق، وبعض النصائح لمن ضاق عليه رزقه، في الفتاوى: 6121، 7768، 42127، 110691، 126460.
والله أعلم.