السؤال
تزوجت زوجا مريضا بالسرطان، ولم يخبرني أهله بمرضه. والآن أنا مقيمة معه بالمستشفى، حتى أبوه لا يريد مرافقته، وقلبي مكسور؛ لأنهم خدعوني في مرضه.
وأريد الآن أن أسأل أهله لماذا لم يخبروني؟ ولماذا يستغفلونني؟ فماذا أفعل؟ وما حكم فعلتهم؟ ومن المتضرر؟ ومن الآثم؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفي زوجك شفاء تاما، ويجمع له بين الأجر والعافية، ونوصي بكثرة الدعاء له، وعدم اليأس، فالله -عز وجل- هو الشافي، وما من داء وإلا وجعل له دواء، ونوصي بالتركيز على الرقية الشرعية؛ فإنها نافعة في جميع الأدواء بإذن رب الأرض والسماء. وراجعي الفتوى: 4310.
وإن كان زوجك مصابا بهذا المرض عند الزواج، وكان هو وأهله على علم بذلك، فلم يخبروك فقد أساءوا، وهذا غش منهم لك وخداع، فهم آثمون بذلك، لأن عيوب الأبدان يجب بيانها عند الخطبة، وكتمانها يعتبر غشا محرما، كما قال ابن العربي المالكي في شرح الموطأ: إن قيل: إذا علم الرجل من وليته عيبا هل يستره عن الخاطب أو ينشره؟ قلنا: أما عيب الأبدان فلا خلاف في وجوب ذكره، فإن كتمه فهو غاش عليه الإثم إجماعا. اهـ.
وإن كنت متضررة ببقائك معه، فلك الحق في طلب الطلاق؛ لأن الضرر البين من مسوغات طلب الطلاق؛ كما ذكر الفقهاء، وسبق لنا بيان ذلك في الفتوى: 37112.
وعلى أهله مواساته، والوقوف بجانبه، وأن يعينوك في ذلك، فلا شك في أنه في حاجة إليهم، وهو مما يخفف عنه الآلام، والغالب في الوالد الشفقة على ولده، بل هذا شأن الأهل عموما.
والله أعلم.