السؤال
عندما يموت شاب قبل أن يتزوج، سيكون له أزواج مطهرة. لكن ماذا عن الأطفال؟ هل سيكون بدون أولاد عكس البقية؟ هل سيحرم من تلك النعمة، وخاصة عندما يكونون رضعا وأطفالا صغارا، لكي يلاعبهم، ويشعر بنعمة الأبوة معهم. وفي الجنة كل شيء يتحقق. ماذا لو طلب من الله أولادا صغارا يلاعبهم، ويشعر معهم بنعمة الأبوة؟ ونفس السؤال بالنسبة للعقيم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الجنة يكرم الله فيها عباده المؤمنين بأنواع النعيم، ومن نعيمها: أن كل ما تشتهيه نفس المؤمن يجده فيها، كما قال تعالى: نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ {فصلت:31}، وكما قال سبحانه: يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:71}.
قال ابن سعدي: {وَفِيهَا} أي: الجنة {مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ} وهذا لفظ جامع، يأتي على كل نعيم وفرح، وقرة عين، وسرور قلب، فكل ما اشتهته النفوس، من مطاعم، ومشارب، وملابس، ومناكح، ولذته العيون، من مناظر حسنة، وأشجار محدقة، ونعم مونقة، ومبان مزخرفة، فإنه حاصل فيها، معد لأهلها، على أكمل الوجوه وأفضلها. اهـ.
فعلى المسلم أن يجعل همه وفكره في الاستكثار من العمل الصالح الذي يقربه إلى الجنة، فإذا أكرمه الله بدخولها، فإنه سيلقى فيها كل نعيم يأمله ويتمناه.
وأما حصول الولد في الجنة: فهو محل نزاع بين العلماء، والراجح هو أن جماع أهل الجنة لا يترتب عليه الحمل والولادة كما في الدنيا، لكن إن اشتهى أحد أهل الجنة ولدا، كان اشتهاؤه سببا في حصول الولد فورا كما يريد، وراجع تفصيل هذا في الفتويين: 220102، 289564.
والله أعلم.