السؤال
إخوتي في الإسلام، أريد سؤالكم عن موضوع قد حيرني وأتعب تفكيري: أنا مرأة متزوجة منذ سنتين، وزوجي إنسان لا يعتبرني كزوجة. فهو إنسان قاس من كل الجهات.
كنت أفكر في الانفصال عنه والطلاق، لكن ظروفي أخرتني عن هذا تماما، ومع الوقت تعرفت على شاب -للأسف- أحببته، وأريد الزواج منه بعد طلاقي.
فهل أحل له؟ للإشارة أنا أفكر في الطلاق في كل حين، وقبل التعرف عليه، مع العلم أني إذا لم أتزوج هذا الشاب بعد طلاقي، سيضطر أهلي لتزويجي بأي شخص يتقدم لي من الوهلة الأولى، دفاعا عن الشرف.
عمري 17 سنة، متزوجة منذ سنتين. ليس لدي أبناء؛ لأني أفكر في الطلاق.
أتمنى أن تجيبوني على سؤالي، وأطلب من الله العفو والمغفرة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك قطع كل علاقة بهذا الشاب، والمبادرة بالتوبة إلى الله مما وقعت فيه من التفريط، واتباع خطوات الشيطان بإقامة هذه العلاقة الآثمة. فمهما كان من إهمال زوجك لك، أو قسوته عليك، وإساءة معاملتك، فليس في ذلك مسوغ لمثل هذه العلاقة الآثمة، فإمّا أن تفارقي زوجك بطلاق أو خلع، وإمّا أن تصبري عليه، وتقيمي حدود الله، وتكوني أمينة، فتحفظي عرضه. فالزوجة الصالحة أمينة على عرض زوجها، قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}.
جاء في تفسير ابن كثير: قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها، وماله. انتهى.
فلا ريب في كون مثل هذه العلاقة خيانة للأمانة، وتعدٍ لحدود الله، فاصدقي في تحقيق التوبة النصوح، بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الاجتهاد في الأعمال الصالحة، والإكثار من الذكر والدعاء.
وتفاهمي مع زوجك، واجتهدي في استصلاحه. واعلمي أنّ الأصل في علاقة الزوجين المودة والتفاهم، ولا ينبغي لأحدهما أن يكره الآخر أو ينفر منه لعيب فيه، أو تقصير منه في بعض الحقوق، بل ينبغي عليه الصبر والتجاوز عن بعض الأخطاء والتغاضي عن الزلات والهفوات، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاقه ومعاشرته، ولا ينبغي أن يصار إلى الطلاق إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح.
فإن استقامت الحال بينك وبين زوجك، فهذا خير، وإلا فلا حرج عليك في طلب الطلاق أو الخلع، وإذا حصل ذلك، وانقضت عدتك فلا حرج عليك في الزواج ممن يتقدم إليك، سواء كان هذا الشاب أو غيره.
والله أعلم.