السؤال
عندما كبرت تكبيرة الإحرام تَفَلَّتَ مني حرف الراء فقلتها: (الله أكبَ) ـ بدون قصد فاحترت هل أعيدها أم لا؟ ولكنني أكملت صلاتي، وقلت في نفسي إنه خطأ بسيط، وخاصة أنني كثيرة الوسوسة، ولا أريد أن أعيد صلاتي، فهل صلاتي صحيحة إذا قلت (الله أكبَ) في تكبيرة الإحرام؟ وحدث معي نفس الشيء مرة أخرى عند السلام، حيث نقصت الحروف بدون قصد، ولا أذكر كيف قلتها بالضبط ـ السام عليكم، أو السلام عليكُ ـ مع أنني لا أصلي بسرعة، وهذه المرة سجدت للسهو، ولكن كان سجود السهو في الأصل لشيء آخر في الصلاة، ولم أنوِ أن يكون سجود السهو هذا لإنقاصي التسليم أيضًا إلا بعد أن شرعت في السجدة الأولى، فنويت أن يكون سجود السهو أيضًا، لنقص حروف السلام، فما حكم صلاتي؟ وما حكم صلاتي إن كنت قد نويت إعادتها، ولكن تبين لي من إجابتكم لي أنها كانت صحيحة؟ فهل أعيدها بمجرد أنني نويت إعادتها وكأنني نويت بطلانها؟ أم لا إعادة عليّ؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل هو وجوب الإتيان بتكبيرة الإحرام على وجهها، وأن نقصان حرف منها لا تنعقد معه الصلاة، وكذا السلام، فيجب الإتيان به على وجهه، والإخلال المؤدي إلى فوات كيفيته الواجبة لا يخرج معه المصلي من الصلاة، بل يجب عليه إعادة التسليم، ولتنظر الفتوى رقم: 283048.
على أن الواجب في الصلاة هو تسليمة واحدة على الراجح، فإن لحن المصلي في إحدى التسليمتين فإنه لا يضره، لأنه يخرج من الصلاة بالتسليمة الأخرى، وهذا كله من حيث الأصل.
وأما الذي يظهر لنا فهو أن كل هذا لا حقيقة له، وإنما هو مجرد وهم يلقيه الشيطان في قلبك، وقد أحسنت بالإعراض عنه، وتجاهله، وعدم الالتفات إليه، فإن هذا هو علاج الوسوسة الأمثل، ومن ثم فصلاتك صحيحة لا تلزمك إعادتها، ولا يضرك نية إعادتها في أثنائها، وعليك بالاستمرار في مدافعة الوساوس، وألا تحكمي ببطلان صلاتك، أو بأنك أخللت بركن من أركانها إلا إذا حصل لك بذلك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه.
والله أعلم.